واستمر العدوان على لبنان عام 2006 لمدة 33 يوما اثبتت المقاومة خلاله جدارتها وقدراتها في تحطيم اسطورة الجيش الاسرائيلي وخلق ملاحم بطولية في ساحات القتال بفضل الارادة والايمان الراسخين.
ولم تستطع حكومة الاحتلال آنذاك تحقيق اي من اهدافها وعلى راسها جعل لبنان منطلقا لولادة مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي وعدت به وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في ذلك الوقت بالرغم من كافة المؤامرات التي تمت حياكتها ضد المقاومة وجمهورها.
والمقاومة في لبنان تمكنت بانتصارها على الآلة الصهيونية العسكرية من تغيير موازنة القوى لصالح محور المقاومة وايجاد تغيير استراتيجي وجيو سياسي في المنطقة حيث نرى نتائجها في المنطقة لحد الآن.
وانتصار حزب الله في حرب تموز هو ما اقر بها زعماء الاحتلال بانفسهم وشكلوا لدراسة اسباب هزيمتهم امام رجال المقاومة لجنة فينوغراد للتحقيق التي كشفت في النهاية مدى التخبط وعجز الجيش والحكومة الاسرائيلية في ادارة ساحة الحرب والجبهة الخلفية لهذا الكيان.
وانهيار حكومة ايهود اولمرت كان احد نتائج هزيمة الكيان الصهيوني في تلك الحرب كما ان انتصار المقاومة عزز الثقة لدى الشعوب المسلمة والاحرار في العالم بانهم يستطعيون تحقيق الانتصار بالاصرار والصمود والتحدي بالرغم من عدم تكافؤ القوة.
والان وبعد مرور 13 عاما على حرب تموز ندرك بان هذا الانتصار كان نقطة انطلاق جديدة للاعتماد على الذات اكثر واكثر وتحقيق الانتصارات واحدا تلو اخرى على الصعيد الاقليمي حيث استطاعت المقاومة ايضا انهزام الارهاب التكفيري الذي كان يشكل خطرا على لبنان كما تمكنت من تراكم الخبرات والقدرات العسكرية من خلال مساعدة الجيش السوري في مواجهة الجماعات التكفيرية على مدى الاعوام الماضية والانتصار عليها فضلا عن تعزيز بنيتها الدفاعية والعسكرية بتزودها بانواع الاسلحة المتطورة.
ولقد اثبتت المقاومة في لبنان جدارتها وقوتها وقدراتها خلال الاعوام التي عقبت هزيمة الاحتلال في حرب تموز وانها تمر حاليا في ذروة قوتها وقدرتها وتمتلك قدرات هائلة وهو امر يقر بها زعماء ومسؤولو كيان الاحتلال بانفسهم من خلال التصريحات التي يدلون بها او التقارير التي تنشرها مراكز دراساتهم حيث تؤكد هذه التقارير بان حزب الله يمتلك مئات الالاف من انواع الصواريخ تصل الى ارجاء فلسطين المحتلة وان الجبهة الداخلية لهذا الكيان ليست مستعدة لاي حرب وهي والمرافق الحيوية الاسرائيلية مكشوفة امام حزب الله.
واستطاع محور المقاومة بايمانه الراسخ وارادته القوية وامتلاكه عناصر القوة بان يفشل مؤامرات الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة واحباط مخططاتهما.
واشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس الاربعاء في البرقية التي ارسلها الى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بان المقاومة في لبنان هَزمَت الولايات المتحدة و”إسرائيل” في حرب الـ33 يوماً في شهري تموز وآب عام 2006 م، وبدعم ومساندة كاملة من الجمهورية الإسلامية في إيران.
واضاف: "في تلك الحرب الظالمة وذلك العدوان الكبير، كان القرار أميركياً، وكان المشروع أميركياً، وكان في الإدارة “جورج بوش” الإبن و”كوندوليزا رايس” و”جون بولتون” الفاشل، وتم استخدام الجيش الإسرائيلي كأداة تنفيذية باعتباره أقوى جيش في المنطقة كما يقولون.
واشار السيد نصرالله الى تصريحات بولتون الذي كان مندوب واشنطن في الامم المتحدة في تلك الفترة حيث قال بولتون لأحد المسؤولين العرب: "لا مجال للعمل الدبلوماسي، لأن الحرب لن تتوقف إلا بسحق حزب الله أو استسلامه".
ولكن بعد أسابيع قليلة قال بولتون لهذا المسؤول العربي: "علينا أن نوقف الحرب الآن لأن “إسرائيل” ستتعرض لكارثة كبيرة إذا استمرت الحرب" ولم يستطع الجيش الاسرائيلي من تحقيق اية من الاهداف التي رسمتها واشنطن وتل ابيب لهذا الحرب.
والاحتلال الذي لم يستطع مواجهة حزب الله في لبنان بالرغم من ترسانته العسكرية فيكف سيتمكن من مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تمتلك قوة عسكرية هائلة وهي تؤكد عزمها للتصدي لكافة التهديدات من اي جانب كانت وهو امر اشار اليه سيد المقاومة في برقيته حيث قال إن بولتون، الذي يهدد باسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، لم يستطع أن يحقق أي انجاز ونصر في حياته، وفي مثل هذه الأيام من عام 2006 كانت أمريكا تتراجع وتنكسر أمام مقاومة شعبية، في بلد صغير المساحة ومنقسم على نفسه، فكيف سيكون حالها أمام دولة إقليمية كبرى، وشعبٍ موحدٍ، ونظامٍ متماسكٍ، وقائدٍ عظيم.
وفي هذا السياق، اكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي على قوة حزب الله في الذكرى الـ13 لانتصار تموز وقال إن حزب الله اكتسب قدرات في سوريا تمكنه من القضاء على "إسرائيل" وحده في أي حرب محتملة.
وأضاف اللواء سلامي: "سياسة العدو في المنطقة أدت إلى زيادة نفوذ إيران وتشكيل جبهة موحدة أمام الكيان الصهيوني".
وجعلت الجبهة المتماسكة التي يتمتع بها محور المقاومة بقيادة ايران، الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة وعملائهما الاقليميين في ارباك شديد ليس بإمكانهم الخروج منه اذ انكشف لهم بأن مخططاتهم ومشاريعهم التآمرية ضد شعوب المنطقة قد باءت بالفشل عسكريا وسياسيا واعلاميا وباتت المقاومة تزداد قوة يوما بعد يوما انطلاقا من انتصار تموز الكبير.