حتى اذا القي في السِّباع
وهو ابن ليث غابة الابداع
يرى لديه الاسد الا مثلاً
وكيف وهو مالك الارواح
بامره تحلُّ في الاشباح
تطايرت ارواحها لهيبته
واضطربت اشباحها من خيفته
وكم رأى في عمره القصير
منهم من التَّوهين والتِّحقير
أيطلب الاسراج- والالجام
للبغل منه وهو الامام
فتّبر الله- به اعمارهم
كما محى من بعدهم آثارهم
حتى قضى العمر بما يقاسي
فسمَّه المعتمد العبّاسي
قضى على شبابه مسموماً
مضطهداً محتسباً مظلوماً
فناحت الحور على شبابه
وصبَّت الدُّموع في مصابه
تضعضعت لرزئه السَّبع العلا
والملأ الاعلى نحيبه على
وانصدعت لرزئه الجبال
كأنه السّاعة والاهوال
رأيت في الوجود ارضاً وسما
بكته عين الحقَّ والحقيقة
وشرعة المختار والطَّريقة
لرزئه اقشعرَّت الاظلة
بكاه كلُّ ملةٍ ونحلةٍ
لقد بكاه الرُّوح والارواح
لما استحلوا منه واستباحوا
صبراً جميلاً ايُّها المؤمَّل
والصَّبر في الرزء الجليل اجمل
مصيبة ليس لها من خلف
يا حجَّة الله وخاتم الحجج
اغث مواليك الى متى الفرج
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.