سبحان من جاد على الذّوات
فقد تجلّى باسمه الجواد
في مصدر الخيرات والايادي
بصورة الولاية العلِّيِّة
حقيقة الامانة المعروضة
رقيقة الدِّيانة المفروضة
لطيفة المعارف الجليلة
سرُّ النَّبِّي خاتم النُّبِّوة
في العلم والحكمه والمروَّة
ومهجة المخصوص بالاخوَّة
في الحكم والاباء والفتوَّة
سليل ياسين وسبط طاها
فقد تعالى شرفاً وجاهاً
سلالة الخليل في وفائه
وصفوة الصفيِّ في صفائه
ساحل جوده هو الجوديُّ
به نجيُّ ربِّنا نجيٌّ
بل هو للكليم تاج رأسه
في بطشه وفي شديد بأسه
بل هو روح الرُّوح في ابن مريم
وهو من الكلام اُمُّ الكلم
وحشمة الله رهين نعمته
في ملكه وعلمه وحكمته
ولا ترى في الانبياء مكرمةٌ
الا وفيه كلُّ معنى الكلمة
ووجهه مصباح نور النُّور
طلعته منصَّة الظُّهور
ونور وجهه كنور الباري
يذهب بالالباب والابصار
غرَّته بارقة الكمال
شارقة الجلال والجمال
وعينه في عالم التَّكوين
انسان عين الحقِّ واليقين
وقلبه عرش مليك المعرفة
بل عرش من لا اسم له ولا صفة
وصدره خزانة الغيوب
في سرِّه مسرِّة القلوب
لسانه شريعة الاحكام
لابل لسان الوحي والالهام
لسانه ينطق لاعن الهوى
فانَّه من الشَّديد في القوى
يمثِّل النَّبيَّّ في منطقه
فاَّن هذا النُّور من مشرقه
كأنَّه اريد ذاك المنطق
هذا كتابنا عليكم ينطق
كلامه اُمُّ جوامع الكلم
ومنه سرُّ الكلِّ في الكلِّ علم
كلامه هو الكتاب النّاطق
آياته الغرُّ هي الحقائق
حقيقة السَّبع المثاني ذاته
والكلمات كلُّها آياته
سرُّ عليٍّ في علوِّ المنزلة
فهو اذاً نقطة باء البسملة
وجوده مصباح انوار الهدى
وجوده مفتاح ابواب النَّدى
دليل اهل الارض والسَّماء
بل سرُّه معلِّم الاسماء
وليس عندي عاليات الاحرف
الا رموز سرِّ سرِّه الخفيِّ
وجوده غاية كلِّ غايةٍ
وجوده مظهر جود الباري
فانَّه المبدء والنِّهاية
وكلُّ ما في الكون فيض جوده
والجود كالذاتيِّ في وجوده
ومن بديع جوده الابداع
فانَّه في امره مطاع
فالمبدعات من معالي هممه
والكائنات نبذة من كرمه
وجنَّة النَّعيم من نعمائه
بل كلِّ ما في اللَّوح يسطر القلم
له يد المعروف بالمعارف
فانَّها قرَّة عين العارف
بل يده البيضا تعالت عن صفةٍ
اذ هي بيضاء سماء المعرفة
اكرم بهذه اليد الفياضة
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.