عين الرِّضا لابدَّ منها فيه
بل هو كالكاظم في مراتبه
يمثَّل الصّادق فيما وعدا
يمثِّل الباقر في المكارم
فانَّ نشر العلم جود العالم
يمثِّل السَّجّاد في فضائله
فانَّ بذل الجهد جود باذله
بالنَّفس والاموال والاولاد
ومن كعمِّه الزَّكيِّ المجتبى
بل حلمه من جوده العظيم
فلا احقَّ منه بالتَّكريم
هو الجواد صفوة الاجواد
ونخبة الوجود والايجاد
يمثِّل المبدء جوداً جوده
والمثل الاعلى له وجوده
كلُّ مبادي الجود والايجاد
لا تنتهي الا الى الجواد
كأنَّ ماء الحيوان جوده
حياة كلَّ ممكنٍ وجوده
وليس في الايدي يد الايادي
على الورى الا يد الجواد
ولا يد المعروف الا يده
فهو لكلِّ مصدرٍ مورده
هو الجواد لا جواد غيره
لا خير في الوجود الاّ خيره
وجاد بالتَّكوين والتَّشريع
بمقتضى مقامه المنيع
حتّى اذا لم تبق منه باقية
جاد بانفس النُّفوس الرّاقية
جاد بنفسه سميماً ظامياً
نال من الجود مقاماً سامياً
والعروة الوثقى التي لا تنفصم
تقطَّعت ظلماً بسمّ المعتصم
قضى شهيداً فهو في شبابه
دس اليه السمُّ في شرابه
افطر عن صيامه بالسمِّ
فانفطرت منه سماء العلم
وانشقَّت السَّماء بالبكاء
على عماد الارض والسَّماء
وانطمست نجومها حيث خبا
بدر المعالي شرفاً ومنصباً
وانتثرت كواكب السُّعود
على نظام عالم الوجود
وكادت الارض له تميد
باهلها اذ فقد العميد
قضى بعيد الدُّار عن بلاده
وعن عياله وعن اولاده
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.