أيها المدلجون للمنهل العذ
بِ قفوا لي فللرفيق أناة
أنا ذيّاك مثقلٌ طوحت بي
للتواني الآهات والعاهات
وخذوا في يدي الضعيفة رفقاً
هذه في طريقنا العثرات
أوقدوا لي من نور حبيّ مصباحاً
فقد أظلمّت بي الطرقات
ظلمات هذي الحياة ولا مصباح
إلاّ ما أوقدته الهداة
عنصر في الوجود كوّنه الله
فكانت بنوره النيرات
مثل النور والزجاجة والمصباح
أنتم وأنتم المشكاة
أنتم النور للكليم على الطور
وأنتم لآدم الكلمات
أنتم باب حطّه من أتاه
كان أدنى الجزاء فيه النجاة
وكفى مفخراً بغير ولاكم
لا يتمّ الصيام والصلوات
بالإمام الجواد منكم تمسّكت
وحسبي من قدسه النفحات
حدث قلّد الإمامة فانقادت
لعلياء حكمه الحادثات
ابن سبع ويا بروحي قد نام
إماماً تجلى به الذكريات
إنّ هذا السر الخفي وما أجلاه
ضاح تجلى به الظلمات
لا تخل ويك وهو في المهد طفل
هذّبته بدّرها المرضعات
بسنا الحق هذه الكائنات
جاء للحق هادياً ونذيراً
فتنزلهنَّ بالهنا المرسلات
طاب في شهر طاعة الله مولوداً
فنيطت بحبّه الطاعات
واصطفاه الإله للخلق قواماً
فقامت لفضله المعجزات
عن علاه قاضي القضاة فسله
ولكم ضلّت السبيل القضاة
سله لما خانته نجواه غّياً
كيف دارت بجهله الدائرات
زعم الغضّ من معاليه حتى
فضحته المزاعم الفاسدات
وسل السدرة التي قد حباها
بطهور فأجنت به البركات
أورقت غبطة فباهت فخاراً
سدرة المنتهى وهذي الهبات
أثمرت حين أثمرت بالجنى الغض
وما فيه كالثمار النواة
وسل الجعفري مذ جاء مغتماً
له والرقاع مشتبهات
وأبا سلمة الأصم فشافاه
هنيئاً فهذه الخطوات
معجزات تغني النجوم حساباً
كيف تحصى أنوارها هيهات
أتراني أسطيع مدح إمام
نزلت في مديحه الآيات
إن بيتاً له انثنى العرش طوعاً
قصرت عن بنائه الأبيات
يا أبا جعفر وما انت إلا البحر
جوراً له الهدى مرساة
أنا عبد قد مسني الضر وافيت
وهذي بضاعتي المزجاة
أتراني أعود في صفقة الخسر
وانتم للمستجير الحماة
صمت عن حبِّ ما سواكم لأزكو
وكذا الصوم للأنام زكاة
*******
الشاعر: الشيخ محمد رضا المظفر.
المصدر: أروع ما قيل في محمد واهل بيته(ص)، لسيد محسن عقيل، ناشر: دار المحجة البيضاء.