فالعزُّ كل العزِّ في اعتابه
تطوف حول قبره الاملاك
كأنَّه المحور والافلاك
تبكى على محنته وكربته
وبعده عن داره وغربته
ويل بل الويلات للمأمون
ويل لذاك الغادر الخؤن
وتاه في الغيِّ وفي سبيله
فهل ترى اعظم من خيانته
اخرجه من مهبط التَّنزيل
اليه بالخداع والتَّسويل
ولا يحيق المكر ايَّ مكرٍ
الا باهله كما في الذِّكر
ولاه عهده وجلَّ جهده
في نقض عهده ونكث عهده
فيالها ولايةٍ مشؤومةٍ
كانت لها نتيجةٌ مسمومةٌ
وبان من مآثر الامام
بأنَّه احقُّ بالمقام
فقد بدت في مدَّة الولاية
خوارق ليس لها نهايةٌ
وكان ما يبدو من الخوارق
امضى على الخصم من البوارق
فازداد ذلك الحقود حسداً
فانَّه نار تذيب الجسدا
فاغتاله بالعنب المسموم
ويل لذاك الظالم الغشوم
لولا رضاه بالقضاء الجاري
لا سودَّ وجه الدّهر بالبوار
قضى شهيداً صابراً محتسباً
وهو غريبٌ بل غريبُ الغربا
تقطَّعت امعاءه بالسَّمِّ
فداه نفسي وابي وامِّي
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.