الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم الصلاة والسَّلام ـ المشهور بالباقر وباقر العلوم (75ـ 114 هـ) هو الإمام الخامس من أئمة البيت النبوي الشريف، واستمرت إمامته 19عاما.
وقد شهد واقعة كربلاء وهو صغير. ويعتبر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن الإمام الصادق عليه السَّلام.
وقد روي عنه روايات كثيرة في مجالات شتي كالفقه والتوحيد والسنة النبوية والقرآن والأخلاق، كما بدأت المعتقدات الدينية تتبلور في فترة إمامته وذلك في مختلف الفروع كالفقه والكلام والتفسير.
واعترف علماء أهل السنة بشهرة الإمام الباقر العلمية والدينية، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم، وجامعه، وشاهر علَمه وأنّه عمّر أوقاته بطاعة الله وكان يحظى بمراتب عالية في مقامات العارفين:
القصيدة الاولى " صلّى الإلهُ على الامام الباقرِ "
صلّى الإلهُ على الإمامِ الباقرِ سِبطِ النبيِّ وذي العَطاءِ الباهرِ
سَـبَرَ العُلومَ أَبَانَ سِرَّ نَوالِهــا للـمسلمـينَ فـكانَ خيرَ مُبادِرِ
وعلا مكاناً في القلوبِ مهابةً مَنْ مثلُهُ في هِمَّةِ المُتصابِرِ
شهِدَ الطُفُوفَ وكرْبلاءَ مُعايِنَاً لمَصائِبٍ نزلَتْ ببيتٍ عامِرِ
آلُ النبِّيِّ المصطفى ووَصِيِّهِ صارُوا رهائنَ غاصِبٍ مُتآمِرِ
زادَتْ بعاشُوراءَ مِحنةُ عِترةٍ وبغى على الإسلام حُكمُ الفاجِرِ
في دَولةٍ كفرتْ بنهجٍ محمدٍ سادَ الطليقُ على الشَّريفِ الطاهرِ
فبُيوتُ آلِ مُحمدٍ رُزِئَتْ بمَنْ بَـقَرَ الـعُلومَ وجــاءَ بـالـمُتَناثـِرِ
فعلى قَبِيلِ الجاهليَّةِ لَـعنـةٌ لا تنتهي أبداً ومَـقْـتُ الـقـاهِـرِ
قتَلوا إماماً عبقرِياً زاهداً دانَ الـتـقـاةُ لـهُ وكـلُّ مُثابـِرِ
يا أيها الصّرْحُ العلِيُّ مَقامُهُ سَقياً لِرَمسِكَ بالبقيعِ الحاسِرِ
ما أنصفَ الطّغيانُ قَدرَكَ عندما غالُوكَ بالسُمِّ الألِيمِ الغادِرِ
أوَ رائدٌ يهدي الأنامَ محبةً يغدو صريعَ مُعاندٍ متفاخِرِ
تبكيكَ أعيُنُنا بحرقةِ واجٍدٍ يا ابنَ الاعاظمِ والكمالِ النادِرِ
يا مَعدِنَ العلمِ الذي نشرَ الهدى وابا اليتامى قد فُجِعتُ بخاطري
حُزني عليكُم آلَ بيتِ محمدٍ ما هكذا أَجْـرُ البَشــيرِ النـاذِرِ
القصيدة الثانية " باقرُ العلم كان فِكراً يصولُ "
عظُمَ الخطبُ فالمصابُ جليلُ سبطُ طه دامي الحشا معلولُ
غيلَ بالسُمِّ فالسﻻمُ عليهِ يـومَ لبّـى والطاهراتُ عويلُ
بيتُ آلِ النبي أمسى أنيناً باقرُ الـعلـم راحـلٌ مـقـتـولُ
جاد بالخيرِ عابداً ﻻيُجارى ذابَ في اللهِ والمـآقي ذُبـولُ
إنهم بيتُ أحمدٍ والذراري خيرُهُم للورى عميمٌ جميلُ
يتَّقونَ الأهوالَ عنّا دروعاً ويجُودون واﻷيادي وَصولُ
نهجهُم شاعَ في العباد ضياءً باقرُ العلم كان فِكراً يصولُ
بقرَ العلمَ واضحاً للبـرايــا وأنــارَ الديــارَ هَدْيَــاً يـجولُ
ذاق سَبْياً في كربﻻءَ صبيّاً والأســى عـارمٌ ودمـعٌ يسـيلُ
ودماءُ الطفوف تغلي عَطاشى والجثامينُ في البراري نُزولُ
سمعَ الصوت هادراً من إمامٍ يطلبُ النصرَ واﻻعادي نُكُولُ
باقرُ العلم قد روى كربلاءً رايــةً تـرتـقي وظُلـماً تُـزيـلُ
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي