يفصح صدقاً وهو في السُّجون
عن مستسرِّ غيبه المكنون
هو اسمه الاعظم وهو مختفي
والمظهر الاتمُّ للكنز الخفيِّ
او في حجاب القدس ناموس الازل
فلا يزال باطناً ولم يزل
او في محيط الكبرياء والشَّرف
واشرقت من حلق القيود
نقطة قطب حلقة الوجود
ومذ على الجسر غدا مصفَّداً
«وكان عرضه على الماء» بدا
يمثِّل المبدء في ثنائه
في جبروته وكبريائه
تكبيره من افصح البيان
على الكبير المتعالي الشّأن
يمثِّل المنزل في آياته
اذا تلى الآيات في صلاته
يمثِّلُ العظيم في ركوعه
وهو على ما هو من خضوعه
كما يمثِّلُ العليَّ الاعلى
عند سجوده اذا تدلّى
يمثِّل المشهود في تشهُّده
مذ بلغ الغايات في تجرُّده
يمثل النَّبِّي في سلامه
والمسك كلٌّ المسك في ختامه
وهو حليف السَّجدة الطَّويلة
وصاحب الضَّراعة الجميلة
وازهرت عوالم الوجود
بنوره الزّاهر في السُّجود
وكان من دموعه الغزيرة
سحائب الرَّحمة مستشيرة
يعرب في القيام والقعود
عن قوسي النُّزول والصُّعود
وفي قيوده عن انقياده
لـلّه والفناء في مراده
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.