فضى حياته مدى الزِّمان
وهي حياة عالم الامكان
في السِّجن والحديد والعذاب
يا لعظيم الرزء والمصاب
ونوره في ظلمة المطمورة
انار وجه قطري المعمورة
بل الجهات السِّتُّ والسَّبع العلى
والملأ الاعلى استنارت كمَّلاً
ويلٌ لهرون الخنا اخنى على
موسى ربيب المجد بل ربِّ العلا
من بعد ان قضى على صلاته
يقطعها لابل على حياته
سَّيره من طيبة الغرّاء
ظلماً الى بصرة والزَّوراء
ولا تخل اخرجه عن وطنه
لابل ازال روحه عن بدنه
كيف واين الرَّوضة المنوَّرة
من محبس السِّنديِّ رأس الفجرة
ولم يزل يعالج الحبوسا
وكان كلُّ يومه عبوساً
وعضَّه القيد فرضَّ ساقه
لهفي لمن امضَّه وثاقه
ولم يزل مصفَّداً مكبَّلاً
حتّى قضى بالسَّمِّ موسى الاجلا
آنس ناراً من سموم السَّمِّ
فزاده غمّاً عقيب غمٍّ
نور الهدى خبا فاظلم الفضا
يا ساعد الله امامنا الرِّضا
واعجبا من هو ازكى ثمرةٍ
من دوحة المجد الاثيل المثمرة
من دوحة العلياء والفتوَّة
من دوحة التَّنزيل والنُّبَّوة
كيف قضى بالرُّطب المسموم
على يد ابن شاهك المشوم
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.