إعطف على الكرخ من بغداد وابك بها
كنزاً لعلم رسول الله مخزونا
بين في الدين مفروضاً ومسنونا
موصول بالله غوث المستغيثينا
ذنباً ومن عمَّ بالحسنى المسيئينا
يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة
في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا
وكم بك الله عافي مبتلى ولكم
شافي مريضاً واغني فيك مسكينا
لم يلهك السجن عن هديٍّ وعن نُسُك
اذ لا تزال بذكر الله مفتونا
وكم اسرّوا بزاد اطعموك به
سُمَّاً فأخبرتهم عما يسرونا
وللطبيب بسطت الكفَّ تخبره
لما تمكن منها السمُّ تمكينا
بكت على نعشك الاعداء قاطبة
ما حال نعش له الأعداء باكونا
كم جرّعتك بنو العباس من غصص
تذيب احشائنا ذكراً وتُشجينا
أطهار آبائك الغر الميامينا
يا ويل هارون لم تربح تجارته
بصفقة كان فيها الدهر مغبونا
ليس الرشيد رشيداً في سياسته
كلا وليس ابنه المأمون مأمونا
تالله ما كان من قربى ولا رحم
لهفي لموسى بهم طالت بليته
وقد اقام بهم خمساً وخمسينا
ونائلاً وله ظلماً يزيدونا
باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم
جهلاً فما ربحوا دنيا ولا دينا
في كل يوم يقاسي منهم حزناً
حتى قضى في سبيل الله محزونا
*******
الشاعر: السيد صالح القزويني.
المصدر: أروع ما قيل في محمد واهل بيته(ص)، لسيد محسن عقيل، ناشر: دار المحجة البيضاء.