نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة ومنها: ادعية الزهراء (ع)'>ادعية الزهراء (ع) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من احد ادعيتها وانتهينا من ذلك الي مقطع ورد فيه : ( اسألك القصد في الفقر والغني، واسألك نعيماً لا يبيد، وقرّة عين لا تنقطع، وأسألك لذة النظر الي وجهك...).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن موضوعات متنوعة، تبدأ بعبارة ( اسألك القصد في الفقر والغني )... وهي عبارة قد تكون ملفعة بالضبابية، ولكن سنبدأ بالقاء الانارة عليها...
لقد مربنا في مقطع متقدم ( اسألك العدل في الغضب والرضا).... وقد شرحناه في حينه،.. اما المقطع او الفقرة الحاليه فتتضمن بدورها امراً وسطا: هو القصد في الفقر و الغني... ان القصد يعني: الاعتدال، او التوسط بين شيْئين، او بين الافراط والتقتير،... ولكن بالنسبة الي الفقروالغني، فان الذهن يتداعي الي ان الوسط في الاستهلاك هو المقصود من العبارة المتقدمة، سواء كان الرجل ثريا او فقيراً، فالثرْي لا ينبغي ان يكون مسرفاً، والفقيرلا ينبغي ان يستهلك اكثرمن دخِله الفردي، اي: يقتصد في استهلاكه، وبهذا يتجنب الثري الاسراف، ويتجنب الفقيرالبخل او يتجنب الزائد من الاستهلاك حتي لا يصبح عديم المال....المهمّ، في الحالتين فان القصد مادام هو: الاعتدال في الاستهلاك، حينئذ يظل هو الأمرالمطلوب.
بعد ذلك نواجه عبارة ( اسألك نعيما لا ينفد ).... تري ماذا نستلهم من العبارة المتقدمة؟
في تصورنا ان المقطع انتقل من الحديث عن الدنيا، الي الاخرة، بدليل قولها (ع ) ( نعيما لايبيد ). حيث ان نعيم الدنيا يبيد، بينما لا نفاد لنعيم الآخرة
اذن: الموضوع يتحدث عن الآخرة، والفقرة تتوسل بالله تعالى بان يجعلنا في نعيم دائم انشاء الله تعالي....
بعد ذلك تواجهنا عبارة اخروية ايضاً هي ( وقرّة عين لا تنقطع)... وهذه العبارة نناصً أو اقتباس أو تضمين قرآني كريم، وكذلك هي: تضمين لآحاديث شرعية، تتحدث عن نعيم الآخرة حيث لا عين رأت ولا اذن سمعت بهذا النعيم اخروياً....
بعد ذلك تواجهنا عبارة ( اسألك الرضا بعد القضاء ).. وهي عبارة قد تتسم بشيء من الغموض: ولكننا حينما نضعها في سياق المقطع يخيل الينا انها تعنْي: ان العبد يرضي بما يقضي الله تعالي من موقع اخروي للشخصية، ولكن التطلع الي رضاه تعالي والشوق الي ملاقاته تعالي والعيش او المجاورة لله تعالي تظل توسلاً محفوفاً بالأهمية، ولذلك فان المقطع ختم ما تقدم بعبارة ( واسألك لذة النظرالي وجهك ).... ان هذه العبارة صورة رمزية بطبيعة الحال، حيث ترمزالي ان العبد يتوسل بالله تعالي بان يري بقلبه عظمة الله تعالي ورحمته و... الخ...
اذن: المقطع في عباراته الاخيرة يظل متحدثاً عن الآخرة بالنحوالذي لحظناه.
بعد ذلك يعود الدعاء الي بيئة الدنيا عبرمقطع جديد بهذا النحو( اللهم: اني استهديك لإرشاد أمري واعوذ بك من شرنفسي، اللهم: عملت سوءً... الخ).... هذا المقطع الجديد عن الدعاء نحدثك عن في لقاءات لا حقه انشاء الله تعالي سائلين الله تعالي ان يوفقنا لمراضيه وان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الي النحو المطلوب.
*******