لك الهنا يا سيِّد الكونين
فغاية الآمال في الحسين
وارث كلِّ المجد والعلياء
من المحمَّديَّة البيضاء
فانَّه منك وانت منه في
كلِّ المعاني يا له من شرف
وفيه سرُّ الكلِّ في الكلِّ بدا
روحان في روح الكمال اتَّحدا
لك العروج في السَّموات العلى
له العروج في سموات العلا
حضُّك منتهى الشُهود في دنا
وسهمه اقصى المنى من الفنا
منك اساس العدل والتَّوحيد
منه بناء قصره المشيد
منك لواء الدّين وهو حامله
قام بحمله الثَّقيل كاهله
والمكرمات والمعالي كلُّها
انت لها المبدء وهو المنتهى
لك الهنا يا صاحب الولاية
بنعمة ليس لها نهاية
انت من الوجود عين العين
فكن قرير العين بالحسين
شبلك في القوَّة والشَّجاعة
نفسك في العزَّة والمناعة
منطقك البليغ في البيان
لسانك البديع في المعاني
طلعتك الغرُّاء بالاشراق
كالبدر في الانفس والآفاق
صفاتك الغرُّ له ميراث
والمجد مابين الورى تراث
لك الهنا يا غاية الايجاد
بمبدء الخيرات والايادي
وهو سفينة النَّجاة في اللُّجج
وبابها السّامي ومن لجَّ ولج
سلطان اقليم الحفاظ والابا
مليك عرش الفخر اُمّاً واباً
رافع راية الهدى بمهجته
كاشف ظلمة العمى ببهجته
به استقامت هذه الشَّريعة
به علت اركانها الرَّفيعة
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.