بسم الله وله عظيم الحمد والثناء على إجابته الدعاء وقبوله الحمد والثناء وأزكى صلواته الناميات على صفوته الرحماء محمد وآله الأوصياء.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء، أهلاً بكم في وقفة تأملية أخرى مع دعاء مولانا الامام المهدي (أرواحنا فداه) المندوب لتلاوته بعد صلاة زيارة مولانا الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء. والمقطع الذي نتناوله في هذه الحلقة هو قوله الإمام بعد طلبه من الله عزوجل أن يصلي على رسوله الأكرم ووصيه المرتضى وبضعته الزهراء وسبطيه سيدي شباب أهل الجنة حيث يقول (عليه السلام): (... وعلى آله الطاهرين الأئمة المهتدين الذائدين عن الدين علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القوّام بالقسط وسلالة السبط).
بعد أن يطلب الداعي من الله عزوجل أن يصلي على رسوله المصطفى ووصيه المرتضى والصديقة الكبرى وسيدي شباب أهل الجنة عليهم أفضل الصلاة والسلام، بعد ذلك يطلب من الله جل جلاله أن يصلي على الأئمة التسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليه وعليهم السلام) ويصفهم بالصفات التالية:
أولاً: أنهم آل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفي ذلك إشارة الى كونهم (عليهم السلام) يشاركونه في مرتبته الإيمانية ومقامه الإلهي الشريف في جميع شؤونهما إلا ما خرج بالدليل من شؤونه الخاصة كخاتم النبيين وهذا ما دلـَّت عليه كثيرٌ من النصوص الشريفة.
ثانياً: أنهم الطاهرون، وفي ذلك إشارة الى جريان أحكام ودلالات آية التطهير النازلة على أصحاب الكساء الخمسة عليهم أيضاً، أي أن للأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليه السلام) مقام العصمة القدسية المطلقة.
ثالثاً: الصفة الثالثة هي كونهم الأئمة المهتدين، وهذه الصفة هي من نتائج عصمتهم المطلقة، فبحكم هذه العصمة الإلهية صاروا أئمة للخلائق يهدونهم الى جميع مراتب الإهتداء الى الحق لأنهم هم المهتدون.
والمهتدي على وزن (مفتعل) وهذه الصيغة تفيد بلوغ منتهي الهداية وهذا هو سرُّ قدرتهم الكاملة على القيام بالمهمة المحورية التي تذكرها الصفة الرابعة وهي:
رابعاً: كونهم الذائدين عن الدين، فهم المهتدون الى جميع حقائق الدين الحق العارفون بها، ولذلك فهم القادرون على حفظه من جميع أشكال الإساءة إليه والعدوان عليه، مثل تحريف حقائقه ومفاهيمه أو السعي لطمس معالمه.
وهذا ما قاموا به (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله) متحملين أشكال الأذي وأستشهدوا في سبيل ذلك فحفظوا الدين الحق وذادوا عنه هجمات الطواغيت الشرسة وتحريفات الأئمة المضلين الإبليسية.
مستمعينا الأفاضل، وبعد ذكر هذه الصفات المحورية للأئمة المعصومين من ذرية الحسين (عليهم السلام) ينور الداعي قلبه بذكر أسمائهم الشريفة ولهذا الأمر أثر نفسيٌ بالغٌ في تعزيز مودتهم ومحبتهم في القلوب.
إنّ مما يميز أهل بيت النبوة (عليهم السلام) عن جميع الأسر والشخصيات التي عرفها التأريخ الإنساني جمال أسمائهم فكلها ذات معان سامية وصياغة لغوية محببة للقلوب كما يشير إلى ذلك الإمام الهادي (عليهم السلام) في الزيارة الجامعة حيث يقول: (ما أحلى أسمائكم).
هذا أولاً وثانياً فإن ذكر هذه الإسماء يذكر الإنسان بمعاني الخير والكمالات والأخلاق الإلهية الفاضلة التي تحلوا بها (عليهم السلام)، الأمر الذي يبعث في الداعي مزيد الشوق إليهم ويثير في نفسه كوامن ودوافع التحلي بأخلاقهم والسعي لكمالاتهم صلوات الله عليهم.
ويختم الداعي هذا المقطع بوصفهم (عليهم السلام) بأنهم (القوّام بالقسط وسلالة السبط)، وهذه العبارة الجميلة تعريفية لهم بهويتهم النسبية وإنتمائهم للسبط الشهيد الحسين (عليه السلام) وبالتالي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولذلك ذكر الإمام الحسين بوصف السبط أي سبط الرسول، كما عرفهم بدورهم الإلهي كخلفاء لله عزوجل في أرضه بجميع مصاديقها الواضحة والخفية.
إنتهى أحباءنا مستمعي إذاعة طهران (صوت الجمهورية الاسلامية طهران) الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج (ينابيع الرحمة) تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم بكل خير.