البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم صل على وليك وأبن اوليائك، ..."

الإثنين 29 يوليو 2019 - 07:58 بتوقيت طهران

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها دعاء الامام المهدي، الخاص بقراءته بعد إحدى زياراته (عليه السلام)، حيث حدثناك عن مقاطع منها، والآن نحدثك عن مقطع جديد بَدَأ على هذا النحو: (اللهم صلّ على وليك وابن اوليائك الذين فرضت طاعتهم، واوجبت حقـّهم، واذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً).
ان هذا المقطع على قصره يحفل بدلالة مهمة، حيث ربط بين دعائنا بعد زيارة الامام (عليه السلام) وبين اوليائه (عليهم السلام)، كما وصل بين ذلك وبين آية التطهير، محققاً بذلك من خلال تداعي الاذهان منظومة عقائدية توضّح مدى ضرورة تمسكنا باهل البيت (عليهم السلام) وهم ثاني الثقلين: كتاب الله وعترة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، واليك الآن: الأسلوب الذي رسمه الامام (عليه السلام) في هذا المقطع.
لقد بدأ المقطع بالتوسل بالله تعالى بأن يصلي على وليه: الامام المزور(عليه السلام)، وهذا مجانس، لسياق الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الامام (عليه السلام) هنا، استخدم الدعاء اسلوب التداعي الذهني حينما ربط مباشرة بين الامام المزور وبين ابائه (عليهم السلام) حينما قال: (وابن اوليائك). وبهذا الإسلوب يتهيأ لقارئ الدعاء بألاً يفصل بين سلسلة المعصومين (عليهم السلام) عندما قال: (الذين فرضت طاعتهم، واوجبت حقـّهم). هنا يتعين علينا ان نوضح لك الفارق بين عبارة: (فرضت طاعتهم) وعبارة:(اوجبت حقـّهم)، فما هو الفارق؟
الفريضة هي مطلق ما يرسمه تعالى من المبادئ، واما الوجوب او ألايجاب فهو: الالزام بذلك، من هنا حينما قال النص: (فرضت طاعتهم)، انما اشار الى انه اصدر لنا مرسوماً بأطاعة هولاء تبعاً لقوله تعالى: «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ»، حيث فُسّر«أُولِي الأَمْرِ» بهم (عليهم السلام)، بعد ذلك (الزم) الله تعالى إيانا بأن نعرف حقوقهم علينا فقال: (واوجبت حقوقهم) متمثلاً في الالتزام بما أمرنا به من المبادئ: كما هو واضح.
والآن بعد ان لاحظنا اسلوب التسلسل في صياغة الدلالة البادئة بالصلاة على الامام المهدي، ثم سائر المعصومين (عليهم السلام)، ثم الربط بينهم وبين لزوم العمل بما يقررونه لنا، ختم ذلك بما يسمى بالتضمين او التناهي وهو: السمة القرآنية التي رسم بها الله تعالى اهل البيت وهو: التطهير من الرِّجْسَ، وبهذا يكون النص قد بدا بالامام المهدي (عليه السلام)، ثم بالمعصومين، الذين اصطفاهم الله تعالى.
بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً يبدأ بهذا النحو: (اللهم انصره وانتصر به، وانصر به اولياءك واولياءه، وشيعته وانصاره، واجعلنا منهم).
ان هذا المقطع ينطوي على نكات مهمة، فهو اولاً يميز بين اولياء الله واولياء الامام المهدي (عليه السلام)، ثم يضيف الى ذلك نمطين من المؤمنين: الشيعة وانصاره، وهذا يعني اننا امام اربعة انماط من المذكورة صفاتهم وهم اولياء الله، اولياء الامام المهدي (عليه السلام)، الشيعة، الانصار.
والسؤال هو: ما هو الفارق بين هذه الانماط؟ ثم، هل يجمع بينهم طابع خاص؟ وهذا بالتأكيد ولكن ماذا نستخلص من هذا التصنيف الرباعي؟
الجواب: ان شاء الله تعالى في لقاء لاحق.
اذن امكننا ان نتبين جانباً من النكات الدلالية في مقطع الدعاء، سائلين الله تعالى ان يجعلنا من المتمسكين بالمعصومين (عليهم السلام)، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة