وقيل قبله بنصف شهر
جاءت كمريم ومن لمريما
بما حوت من منتم ومنتمى
أم الهداة السادة الأبرار
زاهدة عابدة عليمة
تقيّة نقيّة كريمة
أمّا المدائح التي جاءت لها
وقد أبانت فضلها ونبلها
وولده في فضله بنت المرسل
معصومة نأت عن الذنوب
بريّة من جملة العيوب
قد برعت بفضلها المختصّ
وشاركت يوم الكساء والعبا
في المجد بعلاً وبنينا وأبا
وهي لعمري أمجد الأنام
وأشرف الأماجد الكرام
من كأبيها بين آباء الورى
ومثل مجد بعلها ليس يرى
وولدها ناهيك من أولاد
أزكى العباد أشرف العبّاد
وفاخرت لم تر من مفاخر
يقدر أن يفوه بالمفاخر
من ذا الذي يفاخر البتولا
ومن حوى كما حوت تفضيلا
نصٌّ جليل فدع التَّمويها
طلقت الدنيا كفعل بعلها
واشتغلت عنها بحسن فعلها
لا تعرف اللذّات والتنعما
والحلي واللّبس عُلاً وكرما
وقولها دون النساء حجّة
يوضح للمسترشد المحجّة
أنصح أهل دهرها وأبلغ
ونعمة الله عليها أسبغ
ما من علاً وشرف إلا لها
قد أعطيت كما لها كمالها
مظلومة صابرة محتسبة
إلى الكمال والعلى منتسبة
قد صبرت طوعا على أذاها
واستبشرت بالموت إذ أتاها
ومثلها من الممات يجزع
أذ هي في سنّ الشباب ترتع
جاء الى خديجة إذ ولدت
أربعة من النساء قد بدت
فيهنّ مريم البتول العذرا
إذ النساء قد أرتها هجرا
قلن لها اخترت اليتيم المعدما
قالت: بل المعظّم المكرمّا
تقبّلتها مريمٌ لما أتت
ناهيك من فضيلة قد ثبتت
وجاءها من بعدها اثنتا عشر
حوراء قد فقن محاسن البشر
غسلن فاطما بماء الجنة
فكان مما تتقيه جنّه
ألقابها البتول والزهراء
والطهر والصديقة الحوراء
سيدة النساء والمباركة
ليست بفضل مجدها مشاركة
وبضعة طاهرة زكية
راضية زاكية مرضية
عديلة لمريم محدّثة
لكلّ مجد وعلاً مُوَرثه
وقد روت كنيتها أمّ ايمنا
أمّ الأئمّة الهداة الأمنا
أم الحسين المجتبى أم الحسن
فاسمع الى جمع وتعداد حسن
خُصّ بها من دون غيره عليّ
فقد غدا له بها فخرٌ عليّ
وفخرها به لعمري أعظم
وما عسى في مثل هذا ينظم
خطبها أكابر الصّحابة
كلٌّ دعا السعد فما أجابه
وكم لقد عودي فيها وحُسِدَ
ممن أرادها سواه واضطهد
نسبها أعرف من أن يذكرا
فقد غدا من كلّ شيء أشهرا
وكان عمرها من الأعوام
ثمان عشر ومن الأيام
*******
الشاعر: الشيخ الحر العاملي.