البث المباشر

شرح فقرة: "بارك للحجاج والزوار في الزاد والنفقة، ...".

السبت 27 يوليو 2019 - 11:54 بتوقيت طهران

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها أدعية الامام المهدي (عليه السلام) حيث حدثناك عن فقرات متسلسلة من أحد أدعيته الخاص بحاجات دنيوية واخروية وانتهينا من ذلك الى فقرات ختم بها الدعاء، وهي التوسل بالله تعالى بان يبارك: (للحجاج والزوار في الزاد والنفقة) ، ويقول: (واقض ما أوجبت عليهم من الحج والعمرة، برحمتك يا ارحم الراحمين) ، ان هذه الفقرة التي ختم بها الدعاء هي امتداد لفقرات متنوعة تتناول مختلف قضايا المؤمنين، سواء اكانت ظواهر سياسية وعسكرية مثل: التوسل بالله تعالى بأن ينصر الغزاة، ويخلص الاسرى، او ظواهر اقتصادية كالتوصية بالتواضع والسعة لدى الاغنياء والصبر والقناعة لدىالفقراء، أو ظواهر ثقافية كالتوسل بالله تعالى بأن يتفضل على العلماء بالزهد والنصيحة، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة، ... الخ، ثم ختم الدعاء كما لاحظنا بالتوسل بالله تعالى بأن يتفضل على الحجاج والمعتمرين بما ييسر لهم اتمام حجهم وعمرتهم.
والسؤال الجديد الآن قبل ان ننتقل الى دعاء جديد من أدعية الامام المهدي (عليه السلام) هو: ماذا نستخلص من الدعاء الخاص بالحجاج والمعتمرين؟
يقول النص متوسلاً بالله تعالى: (وبارك للحجاج والزوار في الزاد والنفقة) . ان هذه الفقرة تحتاج الى تأمل دقيق. كيف ذلك؟
اولاً: لقد صنف الامام (عليه السلام) هذا النمط من الناس الى حجاج وزوار، ثم صنفهم الى حجاج ومعتمرين.
والسؤال: ما هي النكات الكامنة وراء التصنيف المذكور؟
بالنسبة الى الحجاج والزوار، في تصورنا ان الفقرة تقصد بالزوار الحجاج الذين يوفّقون الى زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليه السلام) وائمة البقيع (عليهم السلام) وسائر المشاهد، حيث توصي النصوص الشرعية بضرورة توجه الحجاج قبل او بعد مناسك الحج لزيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) وهي توصية لها دلالتها الجامعة بين زيارة الله تعالى وزيارة الرسول واهل البيت (عليهم السلام) لأن ذلك بمثابة التعبير عن التمسك بالله تعالى وبأهل البيت بصفة انهما الثقلان: كما هو واضح. وهذا بالنسبة الى الرابط بين الحج والزيارة، ولكن ماذا بالنسبة الى الرابط بين الحج والعمرة حيث ذكرهما الدعاء بعد الذكر للحاج والزائر؟
من الواضح ان العمرة والحج هما المنسكان المطلوب ممارستهما، وخارجاً عن المبنى الفقهي بالنسبة الى الفارق بين الحج والعمرة المفردة من جانب، والتفصيل الفقهي لتحديد احدهما عن الآخر، تعنينا الاشارة الى حج التمتع وعمرته الواردتين في هذا الدعاء متمثلة في التفرقة او الفصل بينهما في الزمن وفي المنسك والاسرار الكامنة وراء ذلك فيما لا مجال للتفصيل في ذلك.
اخيراً تبقى الاجابة عن السؤال الثالث الا وهو: ما هي النكات الكامنة وراء التوسل بالله تعالى بأن يبارك للحجاج والزوار في الزاد والنفقة؟
واضح ان المسافر محتاج بالضرورة الى الزاد والى نفقة السفر، حيث ان الاستطاعة لا تتوفر الا بتوفر هذين العنصرين: المال ووسيلة السفر، حيث نعرف ان البعض قد يمتلك مالاً ولكنه لا يستطيع السفر لأسباب صحية او قانونية، او العكس، والمهم في الحالتين فان المباركة لهذا الموضوع تعني: تيسير الحج والعمرة بالنحو المطلوب.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى هذين المنسكين (الحج والعمرة)، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة بعامة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة