بل بابها باب العليِّ الاعلى
ما اكتسبوا بالنار غير العار
ومن ورائه عذاب النار
ما اجهل القوم فانَّ النار لا
الا بصمصام عزيز مقتدر
اذ رضُّ تلك الاضلع الزَّكيَّة
رزيَّة لا مثلها رزيَّة
يعرف عظم ما جرى عليها
وجاوزوا الحدَّ بلطم الخدِّ
فاحمرَّت العين وعين المعرفة
تذرف بالدَّمع على تلك الصِّفة
ولا يزيل حمرة العين سوى
بيض السُّيوف يوم ينشر اللّواء
وللسّياط رنَّة صداها
في مسمع الدَّهر فما اشجاها
والاثر الباقي كمثل الدُّملج
في عضد الزَّهراء اقوى الحجج
ومن سواد متنها اسودَّ الفضا
يا ساعد الله الامام المرتضى
ووكز نعل السَّيف في جنبيها
اتى بكل ما اتى عليها
ولست ادري خبر المسمار
سل صدرها خزانة الاسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا
وهل لهم اخفاء امر قد فشى
شهود صدق مابه خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها
فاندكَّت الجبال من حنينها
أهكذا يصنع بابنة النَّبيِّ
حرصاً على الملك فيا للعجب
اتمنع المكروبة المقروحة
عن البكا خوفاً من الفضيحة
تالله ينبغي لها تبكي دماً
مادامت الارض ودارت السَّما
لفقد عزّها ابيها السّامي
ولا هتضامها وذلِّ الحامي
اتستباح نحلة الصِّدِّيقة
وارثها من اشرف الخليفة
كيف يردُّ قولها بالزُّور
اذ هو ردّ آية التّطهير
أيؤخذ الدِّين من الاعرابيِّ
وينبذ المنصوص في الكتاب
فاستلبوا ما ملكت يداها
وارتكبوا الخزية منتهاها
يا ويلهم قد سألوها البيّنة
على خلاف السُّنَّة المبيِّنة
وردُّهم شهادة الشُّهود
اكبر شاهد على المقصود
ولم يكن سدّ الثّغور غرضاً
بل سدُّ بابها وباب المرتضى
سدُّوا عن الحقِّ وسدُّوا بابه
كأنهم قد آمنوا عذابه
أبضعة الطُّهر العظيم قدرها
تدفن ليلاً ويعفى قبرها
ما دفنت ليلاً بستر وخفا
الا لوجدها على اهل الجفا
ما سمع السّامع فيما سمعا
مجهولة بالقدر والقبر معاً
ياويلهم من غضب الجبار
بظلمهم ريحانة المختار
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.