اشرق كالشمس بغير حاجبٍ
من مشرق الوجوب نور الواجب
نورُ المحمّديّة البيضاء
لقد تجلّى مبدءُ المبادير
من مصدر الوجود والايجاد
من امره الماضي على الاشياء
او علمه الفعلي والقضائي
رقيقة المشيئة الفعلية
او الحقيقة المحمدية
او هو نفس النفس الرحماني
بصورة بديعة المعاني
او فيضُهُ المقدّس الاطلاقي
فاض على الانفس والآفاق
او انه حقيقة المثاني
وعند اهلِ الحق حق ثانِ
لا بل هو الحقّ فمن رآهُ
فقد رأى الحقَ فما اجلاهُ
اذ مقتضى الفناء في الشهود
عينية الشاهد والمشهود
هو التجلي التاّم والمجلى الاتمّ
ومالك الحدث سلظان القدم
ابو العقول والنفوس والبشر
وقوة القوى وصورة الصور
ولوح الواح مجامع الحكم
او قلمُ الاقلام او اعلى القلم
اصل الاصول فهو علة العلل
عقل العقول فهو اول الاول
حقيقة الحقائق الكليّة
وجوده جمعُ جوامع الكلم
والجوهرُ الفرد الذي لا ينقسمُ
هو العزيز والشديد في القوى
والملك الذي على العرش استوى
عرش الهوّية المحمدّية
مقامه المحمود بالختمّية
هو المدارُ في المحيط الاعظم
به انتظام عقده المنظّم
بل هو في دائرة الدّوائر
مديرها عند اولى البصائِر
والملأُ الاعلى حريم بابه
والعرش مرقاة الى جنابهِ
فاتحة الوجود خاتمُ الرسل
جل عن الثناءِ ما شئت فقل
غَيبُ الغيوب سرّ سِرّ ذاته
ونسخة اللاّهُوت نقش جبهته
بل هي ذات بهجة ببهجته
طلعته الغرّاءُ في الظهور
صرف الظّهور فهو صرف النور
ظهوره ظهور ناموس الازل
فلا يزال ظاهراً ولم يزل
ونوره المحيط بالانوار
يجلّ ان يدرك بالابصار
كلّ وجودٍ هو من وجوده
فكل موجودٍ رهينُ جوده
ونشأة التّكوين ظلّ نوره
وجاعل الارواح في الاشباح
محدد الزمان والمكان
واين منه عاليات الاحُرف
ان هى الا نقطة في المصحف
من منشئآت فضله المبين
صحيفة الابداع والتّكوين
لوح الوجود كله نقش يده
وكله مداده من مدده
لابدع من تلك اليد الفياضة
ان- يد الله يد الافاضة
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.