ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن تلك المصادر قولها، إن إلغاء الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج مقاتلات "إف 35"، على خلفية شراء الأخيرة منظومات الدفاع الجوي "إس-400" الروسية، على الرغم من أن أنقرة لا تزال حليفا استراتيجيا مهما لحلف الناتو، يؤدي إلى خسارة تركيا أحقية شراء أحدث مقاتلة أمريكية.
وأوضحت المصادر المسؤولة في البنتاغون، أن استبعاد تركيا من برنامج بمليارات الدولارات لشراء مقاتلات أمريكية، أمر لا مفر منه، "لأن المستشارين الفنيين من روسيا، الذين سيساعدون الجانب التركي لمدة خمس أعوام في تشغيل (إس-400)، قد يجمعون معلومات استخباراتية سرية حول تقنية التخفي (الشبح) التي تملكها مقاتلات (إف 35)".
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه وفقا لقرارات أنقرة وواشنطن، ما أن تتلقى تركيا منظومات الدفاع الروسية، وقد تم تسليم بعضها بالفعل، فلن تكون أنقرة عضوا كامل الصلاحيات في نظام الدفاع الصاروخي لحلف الناتو، الذي "يلعب دورا رئيسا في (ما اسماه) ردع العدوان العسكري الروسي على هذا المنظمة".
ووفقا للجنرال جاك كين، نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق والمستشار المستقل للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد "تصرفت الولايات المتحدة بشكل صحيح بإلغاء بيع (إف 35) لتركيا"، مؤكدا في الوقت نفسه أن لدى الناتو حاليا "مشكلة حقيقية".
وقال إن شراء تركيا للمنظومات الروسية يعتبر تحديا علنيا للوائح الحلف الداخلية، واصفا تصرف أنقرة في هذا المجال بـ "غير المقبول".
وعلى الرغم من التوتر غير المسبوق في العلاقات بين دول الناتو، إلا أن الجنرال شدد على حقيقة أن تركيا، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة في هذه الحلف، لا تزال ذات قيمة بالنسبة للناتو، باعتبارها "وسيلة للوصول إلى الشرق الأوسط وآسيا، وكذلك البلد الأكثر استراتيجية من حيث الموقع من بين دول الحلف".
ويرى المسؤول السابق رفيع المستوى في البنتاغون والسفير الأمريكي السابق لدى تركيا، إيريك إيدلمان، أن هناك بداية أزمة خطيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، وأنها ستكون "عميقة وممتدة".
ووفقا لمصدر الصحيفة الرفيع في أعلى الدوائر الدبلوماسية، فإن صفقة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لعبت دورا في خطة الأخير لتقويض الناتو.
وقالت صحيفة "التايمز"، إن شراء تركيا منظومات "إس-400" والتخلي عن مثيلاتها الأمريكية من طراز "باتريوت"، أثار الشكوك حول استمرار التعاون العسكري مع الجانب التركي.
وعلى الرغم من أن مسؤولي البنتاغون يصرون على أن هذا القرار لن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية الحيوية، فقد أثيرت بالفعل تساؤلات حول التدريبات العسكرية القادمة في المجال الجوي التركي، وكذلك استخدام قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب البلاد من قبل قوات الناتو.