البث المباشر

شرح فقرة: "والضيق وفساد الضمير..." (٦)

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 14:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 72

 

بِسْمِ اللَّهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ الذي هدانا لموالاة أبواب هداه ورحمته للعالمين حبيبه المصطفى الامين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين.

سلام من الله عليكم ايها الاخوة والاخوات، تحية طيبة ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم في مستهل لقاء اليوم من برنامجكم هذا.

ايها الاكارم، موضوع هذا اللقاء هو بركات النجاة من (فساد الضمير) وهو العامل الثامن عشر من العوامل التي تسلب الانسان صفو الحياة وطيبها في الدنيا والآخرة، ولذلك يعلمنا الاستعانة بالله للنجاة منها نبي الرحمة حبيبنا الهادي المختار حيث يقسم (صلوات ربي عليه وآله الاطهار) في المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف على ربه الجليل باعظم اسمائه قائلاً: (اللهم ... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، جميع الآفات والعاهات، والاعراض والامراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والشقاق والنفاق، والضلالة والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة، وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).

مستمعينا الافاضل، ان الانسان مجبولٌ بفطرته على حب الخير كما تصرح بذلك الآيات الكريمة، ولكن المشكلة هي أنه يخطأ في تشخيص مصاديق الخير الحقيقي وأحياناً يحصرها في المصاديق المادية.

من هنا فإن تعريفه بمصاديق الخير الحقيقية يعينه على النجاة من تلك المشكلة، هذا أولاً وثانياً فان تعريف بعظمة الخير الذي يحصل عليه من التحرر من فساد الضمير وخبث السريرة يفتح فيه ينابيع التوجه الفطري للحصول على الخير.

ولذلك كانت معرفة بركات النجاة من فساد الضمير من السبل العملية لاعانته في السير على هذا الطريق والاجتهاد في التطهر من ذلك.

وهذا ما اهتمت به النصوص الشريفة نستنير ببعضها ونبدأ بما روي عن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كتاب المحاسن أنه قال: (من أسر ما يرضي الله عزوجل أظهر الله له ما يسره، ومن أسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله ما يخزيه).

إذن أعزاءنا المستمعين، فان من أعظم بركات اصلاح السريرة والتطهر من فساد الضمير هو فوز المتطهر من ذلك بمعونة الهية كريمة تتمثل في اظهار الله تبارك وتعالى له ما يسره، مثل اظهار فضله للناس او يرزقه محبة الناس واحترامهم، أو يسدده بالتوفيق لعمل الصالحات واجتناب المحرمات، أو يدفع عنه ما يكره ويتفضل عليه بكل ما يسره من آلائه ونعمائه.

ايها الاخوة والاخوات، ومن بركات التطهر من فساد الضمير وخبث السريرة هو صلاح ظاهر الانسان وبالتالي اصلاح الله عزوجل لعلاقته مع الناس، فقد روى الشيخ الصدوق في اماليه عن مولانا الوصي المرتضى امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن اصلح فيما بينه وبين الله عزوجل اصلح الله له فيما بينه وبين الناس).

كما ان النصوص الشريفة تبشرنا بأن الفوز بالجنة هو من أهم ثمار الاجتهاد في اصلاح السريرة والباطن والنجاة من فساد الضمير، فمثلاً جاء في كتاب غرر الحكم عن الامام علي (عليه السلام) انه قال: (طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل من الناس شره).

وروى الشيخ الطوسى في كتاب الامالي بسنده عن الامام التقي الجواد (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين علي المرتضى (عليه السلام) قال: (المرض لا اجر فيه ولكنه لا يدع على العبد ذنباً الا حطه، وانما الاجر في القول باللسان والعمل بالجوارح يعني الطاعات القولية والفعلية لله عزوجل- وان الله بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق النية والسريرة الصالحة الجنة).

كما ان من بركات التطهر من فساد الضمير والباطن تقوية الانسان على عمل الخير والتقرب الى الله عزوجل بالطاعات وتزيين ظاهره وجوارحه بها، كما يبشرنا بذلك مولانا الامام الصادق (عليه السلام) في المروي عنه في كتاب الكافي أنه قال: (ان السريرة اذا صحت قويت العلانية).

ايها الاخوة والاخوات، وللتطهر من فساد الضمير بركات اخرى تتمثل في انقاذه من النفاق والسخط الالهي وغيرهما، وهذا ماهدتنا اليه عدة من النصوص الشريفة نستنير بطائفة منها في الحلقة المقبلة باذن الله من برنامجكم (ينابيع الرحمة) نشكر لكم على طيب المتابعة ولكم دوماً من اذاعة طهران اطيب التحيات وخالص الدعوات، في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة