ولكن من يعرف حقيقة التبعية المطلقة التي تربط السعودية بالولايات المتحدة الامريكية يعرف بان امر خطير بحجم ارسال قوات امريكية الى السعودية كما حصل في حرب الخليج الفارسي الثانية عام 1991 في عهد جورج بوش الاب وفي حرب احتلال العراق عام2003 في عهد جورج بوش الابن، لم يستشر به حكام السعودية بل ابلغوا به والقوات الامريكية في الجو، لتهياة المطارات واستكمال التحضيرات اللوجستية لاستقبالهم، فكيف سيكون الحال عندما ترسل قوات امريكية الى السعودية في عهد دونالد ترامب الذي لا يرى حكام السعودية عن بعد سم واحد ويشبههم اجلكم بالبقرة الحلوب؟!
عود على بدء يبدو ان القرار الامريكي الجديد الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بارسال 500 جندي من قوات (المارينز) الى قاعدة سلطان بن عبد العزيز في المملكة العرببة السعودية في اطار ما اسماه (البنتاغون) بخطة لنشر 1500جندي في منطقة غرب آسيا هو مقدمة لارسال المزيد من القوات الامريكية الى المملكة وصولا الى وضعها بشكل كامل تحت الوصاية الامريكية.
وقد يكون لهذا التعزيز للقوات الامريكية علاقة غير مباشرة بتوتر العلاقات الايرانية الامريكية على خلفية انسحاب ترامب من التفاق النووي، ولكن الامر المؤكد ان له علاقة مباشرة ووثيقة بتبلور رؤية لدى الادارة الامريكية بان هزيمة السعودية في الحرب التي تخوضها ضد الشعب اليمني باتت وشيكة وبالتالي فان تعزيز الوجود العسكري الامريكي في السعودية هو ضرورة لمنع الحوثيين من اسقاط حكم ال سعود وبالتالي السيطرة على بلاد الحرمين وحرمان ترامب من اموال البقرة الحلوب.
وهذا التوجه الترامبي ينسجم مع كون ترامب احد تلامذة العجوز الصهيوني الداهية هنري كيسنجر الذي التقاه لمدة ست ساعات قبل اول زيارة قام بها سيد البيت الابيض الجديد انذاك الى المملكة العربية السعودية وكان من ابرز نتائجها الحصول على قرابة نصف تريليون دولار للخزينة الامريكية.
فوجهة نظر كيسنجر التي تبناها ترامب انه يجب افقار هؤلاء البدو اي حكام السعودية والاستمرار في حلبهم حتى اخر برميل نفط واخر دولار موجود في خزائنهم ليعودوا الى السكن في مضارب وبيوت الشعر التي كانوا يقطنون بها قبل ظهور النفط والكلام لكيسنجر.
مجلة العصر في السياسة الدولية/✍... محمد النوباني/ كاتب فلسطيني