خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: يسرني أن أستضيف في الأستوديو الأستاذ الدكتور سعد الشحمان، اهلاً ومرحباً بكم دكتور
الشحمان: اهلاً ومرحباً بكم وبالمستمعين الافاضل
المحاورة: طيب دكتور كما ذكرت في المقدمة اليوم سنتحدث عن رائعة كعب بن زهير "بانت سعاد" والحديث اليكم.
الشحمان: بالنسبة الى شاعر هذا الأسبوع او قصيدة هذا الأسبوع بانت سعاد شاعرها كان زهير ابن أبي سُلمى، هذا الشاعر ورث موهبة الشعر عن ابيه وكما هو معلوم الشاعر كان شاعراً موهوباً ابن شاعر فحل اجمع النقاد والأدباء على أنه كان من اعظم شعراء عصره فكما ذكرت كان شعر ابيه موضع التقدير في عصره ومابعد عصره وكان من الطبيعي أن تكون نشأة كعب بن زهير في أحضان والده الكبير ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، كل ذلك كان سبباً الى أن يتجه الى الشعر وهو صغير علماً أن اخاه بجيراً ايضاً كان من جملة الشعراء المتميزين. في هذا المجال تشتهر قصة اسلام كعب بن زهير فلإسلامه قصة ترويها كل كتب تاريخ الأدب العربي وتراجم الأدباء فعندما ظهر الاسلام أسلم اخوه بجير وبقي كعب على وثنيته، وقف في الجبهة المعادية للنبي صلى الله عليه وآله وأصحابه حتى أن بجيراً نفسه لم ينجو من لسان كعب بن زهير فهجاه وذلك لخروجه عن دين آباءه وأجداده. وبجير بدوره رد على كعب بن زهير ببعض الأبيات ولكن كعباً عاند وظل على وثنيته الى أن فتحت مكة فكتب اليه بجير يخبره بأن الرسول صلى الله عليه وآله قد اهدر دمه وكان لهذا التهديد من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومارافق ذلك من تخويف من قبل الناس للشاعر الأثر الأكبر في تفكير الشاعر بشكل جدي في الاسلام على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والى هذا المعنى يشير شاعرنا كعب بن زهير في قوله في هذه القصيدة:

يسعى الوشاة بجنبيها وقولهم

إنك يابن أبي سُلمى لمقتول

وفي تلك اللحظات العصيبة يقال إن شاعرنا كعب بن زهير توجه الى المدينة وذهب مباشرة الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أشار الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا له هذا رسول الله فقم اليه واستأمنه فتلثم كعب بعمامته ومضى نحو الرسول حتى جلس بين يديه ووضع يده في يده ولم يقدم نفسه بشكل مباشر وتنكّر ثم قال: يارسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائباً مسلماً فهل انت قابل إن جئتك به؟
فقال رسول الله: نعم
عندئذ كشف كعب عن وجهه وقال: أنا يارسول الله كعب بن زهير، وما إن قال ذلك حتى وثب عليه رجل من الأنصار وقال له يارسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه. فقال رسول الله: دعك عنه فإنه قد جاء تائباً نازعاً وحينئذ أنشد كعب بن زهير قصيدته الخالدة هذه
المحاورة: لاميته المشهورة
الشحمان: لاميته الرائعة بانت سعاد والتي اصبحت على مر الدهور نهجاً لقصائد مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المحاورة: اللهم صلي على محمد وآل محمد شكراً على هذه الايضاحات، بعد فاصل قصير سنواصل الحديث عن قصيدة بانت سعاد، رافقونا مشكورين مستمعينا الكرام.
المحاورة: بعد أن قرأنا ابياتاً من هذه القصيدة نتحول الى ضيفنا في الأستوديو الأستاذ الدكتور سعد الشحمان ليتحدث لنا اكثر عن هذه القصيدة، كما تفضلتم في البداية وتحدثتم عن الشاعر وحياته واسلامه حبذا لو تتحدثون عن هذه القصيدة بالذات.
الشحمان: نعم قصيدة بانت سعاد التي أشاد بها النقاد والأدباء في كل العصور كما قلنا تعتبر من أفضل ما قيل في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وهي تتكون من ثلاثة اجزاء، الجزء الأول بدأه بالحديث عن رحيل محبوبته سعاد ومدى غرامه وتعلقه بها كما تفضلت بقراءة مطلع هذه القصيدة وبعد أن يعدد الشاعر أوصاف محبوبته هذه بأسلوب عفيف كريم يعبر عن حزنه لرحيلها عن الديار يدخل في الجزء الثاني من القصيدة فيعمد الى وصف ناقته التي حملته الى رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد أن يستوفي وصف الناقة يخرج الى الجزء الثالث والأخير من القصيدة وهو مدح النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه الكرام فيشير الى أنه سينطلق بهذه الناقة الى الرسول بعد أن تخلى عنه أصدقاءه كما تفضلتم في قراءة الأبيات وبعد ذلك يصل كعب بن زهير الى غايته وهي الفوز بعفو رسول الله والتأكيد على الايمان به وبرسالته حتى اذا مدحه بعد ذلك كان مطمئناً بأن مدحه هذا سيكون مقبولاً عند رسول الله لذلك حرص كعب على أن يصور مدى ما في نفسه من هيبة من رسول الله صلى الله عليه وآله كما حرص على أن يتنصل من كل ما أغضب عليه الرسول مؤكداً توبته وايمانه ولذلك حشّد كعب كل طاقته الشعرية ودفع بها في طريق تحقيق هذا الهدف ووظّف كل ما يمتلك من ادوات فنية وواصل قائلاً:

أنبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

المحاورة: مأمول، نعم نشكركم جزيل الشكر على هذه الايضاحات وإن شاء الله في الحلقات المقبلة من برنامج سيّر القصائد سنستضيفكم مع قصائد اخرى وشعراء آخرين، شكراً لحضوركم.
الشحمان: على الرحب والسعة ونأمل أن نكون قد وفينا جوانب هذه القصيدة.
المحاورة: شكراً لكم، مستمعينا الكرام حتى الملتقى اطيب التحيات والمنى ودمتم في امان الله.