البث المباشر

الشاعر حسن المرواني

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:39 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين أيها الكرام أينما كنتم السلام عليكم أحمل التحايا نبعثها لكم في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا معكم عبر رياض الشعر وبساتين القوافي من خلال برنامجكم الأسبوعي المتجدد سير القصائد على أمل تقضوا معنا دقائق حافلة بالمتعة والفائدة في آفاق الشعر الشفافة الحالمة، ندعوكم لما اعددناه من قطوف يانعة في حلقة هذا الأسبوع.
المحاورة: أحبتي المستمعين من بين الشعراء المقلين الذين جادت قريحتهم بأحلى الشعار وأكثرها روعة وجمالاً الشاعر العراقي المعاصر حسن المرواني الذي لم يقدم خلال مسيرته الشعرية سوى قصيدتين على حد علمنا منها القصيدة الوجدانية الرائعة التي تشكل موضوع حلقتنا لهذا الأسبوع والتي كتب لها الذيوع والانتشار وتغنت بها المحافل والأوساط الأدبية وشهرت الشاعر حتى صنف في عداد الشعراء المعاصرين المبدعين رغم قصيدتيه اليتيمتين، وعلى أي حال إن القصيدة التي نحن بصددها والتي تحمل العنوان "أنا وليلى" هي من نوع القصائد الوجدانية التي جاءت مدعومة بلغة سليمة وبلاغة رفيعة وصور فنية رائعة فضلاً عن الصدق المتناهي في المشاعر والأحساسيس، هذا الصدق الذي أسهم الى حد كبير في تخليد القصيدة وإنتشارها. فلندع القصيدة تحدثنا عن نفسها عبر المقطع التالي الذي يشكل مطلعها:

دع عنك لومي وإعزف عن ملاماتي

إني هويت سريعاً من معاناتي

ديني الغرام ودار العشق مملكتي

قيس أنا وكتاب الشعر توراتي

ماحرم الله حباً في شريعته

بل بارك الله أحلامي البريئات

أنا لمن طينة والله أودعها

روحاً ترف بها عذب المناجاة

إني بغير الحب أخشاب يابسة

إني بغير الهوى أشباه أموات

ماتت بمحراب عينيك إبتهالاتي

وإستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود أزمنتي

ليلى وما أثمرت شيئاً نداءاتي

عامان، مالف لي لحن على وتر

ولاإستفاقت على نور سماواتي

أعتق الحب في قلبي وأعصره

فأرشف الهم في مغبر كاساتي

وأودع الورد أتعابي وأزرعه

فيورق شوكاً ينمو في حشاشاتي

ماضرّ لو عانق النيروز غاباتي

او صافح الظل اوراقي الحزينات


المحاورة: أطيب وأحلى التحيات لمحبي الشعر والشعراء في هذا البرنامج الأدبي سير القصائد من اذاعة طهران العربية. أحبتي معنا في الستوديو خبير البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان، أرحب بك دكتور
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاورة: عليكم السلام والرحمة
الشحمان: وأنا بدوري أرحب بكم في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعني بكم وبالمستمعين الكرام في هذا البرنامج الأدبي
المحاورة: شكراً لحضورك دكتور ونحن ايضاً نرحب بك أجمل ترحيب. دكتور في حلقة اليوم سنتحدث إنشاء الله عن الشاعر العراقي حسن المرواني ونتحدث عن واحدة من القصائد المتميزة التي جمعت رغم حداثتها بين الرصانة والجزالة في الأسلوب وبين الجمال والروعة في الصور والأخيلة الفنية ولعل هذا هو السر الذي وضع القصيدة في مصاف القصائد الخالدة التي إزدانت بها مسيرة الشعر العربي المعاصر فأرجو دكتور أن تحدثنا عن الشاعر والقصيدة ومواطن الجمال والروعة فيها.
الشحمان: نعم كما ذكرتم القصيدة هي جمعت بين الروعة في الأسلوب والصورة وبين الجمال والسحر في المضمون والأغراض التي تطرقت اليها. في الحقيقة ليس لدينا الكثير عن الشاعر لنتحدث عن الشاعر نفسه فهو يعتبر من الشعراء المغمورين الذين إشتهروا بواسطة هذه القصيدة وربما قصيدة اخرى نسبت اليه تدور حول نفس الموضوع ..
المحاورة: على مايبدو هذا الشاعر ألقى هذه القصيدة في حفل التخرج في كلية التربية في بغداد سنة ۱۹۷۸ وكما يقال أهداها الى حبيبته التي أحبها تسع سنوات وكان يظن أنها تحبه ويبدو أن المال أغراها كما يقال وكان كثيراً مايسألونه مادامت قد رفضتك فلماذا لاتبحث عن أخرى وكان يجيب أنه لابأس أن يشنق مرتين ..
الشحمان: نعم قال بالتحديد في مقدمة هذه القصيدة التي تفضلتم بإنشاد بعض الأبيات منها بشكل مؤثر، قال يخاطب ليلى:

ليلى كثيراً مايسألوني مادامت قد رفضتك

لماذا لاتبحث عن واحدة اخرى؟

أتدرين ماذا كنت أقول لهم؟

لابأس أن أشنق مرتين !!

لابأس أن أموت مرتين !!

ولكني وبكل مايجيده الأطفال من أصرار

أرفض أن أحب مرتين !!


الشحمان: بهذه المقدمة الرائعة بدأ قصيدته التي كتبت للشاعر الذيوع والإنتشار بين الأوساط الأدبية واشتهر بهذه القصيدة وربما بقصيدة اخرى تحمل عنوان "الحلم" ايضاً يدور محورها حول نفس الفتاة، يبدو أن هيامها بهذه الفتاة التي كما تفضلتم كانت زميلة له في الجامعة. سمع في أحد الأيام أن إحدى الفتيات قد توفيت في الجامعة وأنه يتم تشييعها فصورت له مخيلته أنها محبوبته التي كنى عنها بإسم ليلى والتي ظلت تصد حبه بسبب فقره وهو ما أشار اليه في قصيدته وهذه القصيدة هي رائعة وجميلة هي الأخرى وقد لاتقل روعة وجمالاً عن قصيدة ليلى، أطلق عليها عنوان "الكابوس" او "الحلم" يقول في مقدمتها:

ووقفت مقرور الشفاه حيال موكبك الحزين

وعلى الرصيف تسمرت قدماي أجتر الأنين

أحسست أني ضعت في جمع الحزانى المطرقين

وصرخت ياليلى... ولكن لم تكوني تسمعين

فالنعش أطبق دفتيه وانت مت فلا تعين

وقرأت لافتة هناك يقول كاتبها اللعين

طلابنا ينعون راحلة بعمر الياسمين

تدعى!!... وذابت اعيني تغالط الخبر اليقين

أتموت أيامي ويذوب الحب في طيف دفين؟

هل تورق الآلام تورثني أسى لايستكين؟

ثم إنبرت ذكراك ترسم حبنا عبر السنين


الشحمان: هذه قصيدة اخرى نسبت الى هذا الشاعر ليكون مجموع ما خلفه لنا قصيدتين "انا وليلى" و" الكابوس". وهناك قصيدة اخرى نحاول أن نركز من خلال حديثنا عن شعره لأننا لانمتلك معلومات كثيرة حول حياة هذا الشاعر وشعره هو الذي يتحدث عنه وعن شخصيته ..
المحاورة: نعم شعره الى حد مايعرفه
الشحمان: طبعاً من الناحية الأدبية ومن ناحية خصائصه الشعرية. ويقال أن هناك قصيدة نظمها أحد الشعراء الآخرين ولاأعرف اسمه بالضبط قالها في معارضة قصيدة الشاعر حسن المرواني "أنا وليلى" ذكرها على لسان ليلى فقال:

قطعت شوطاً من التشهير في ذاتي

فلتصمت الآن ولتبدأ حكاياتي

قتلت حبك وإستنفذت قافية

تبكي وتشكو وأكثرت إتهاماتي

كم انت ساذج في قول وفي عمل

ولم تقدر عن جهل معاناتي

يامن جهلت بمعنى الحب تظلمه

أهي الإفناء للذات بالذات؟

ها انت تجعله خمراً تعتقها

زهو المنزه عن رشف بكاساتي

ممزق انت ذنب ماجنته يدي

ولاجراحك كانت في مجافاتي

والفقر ليس بذنب أنت صانعه

ولا الغنى مر في أدنى خيالاتي

يا من أضعت سنين العمر أجملها

هلا توقفت عن سرد إفتراءاتي؟


الشحمان: والى آخر القصيدة، القصيدة طويلة وايضاً قصيدة "انا وليلى" هي الأخرى طويلة جداً إضطررنا الى حذف الكثير من أبياتها والإقتصار على الأبيات المهمة والمؤثرة فيها بالنظر الى ضيق وقت البرنامج. ونستطيع القول إن هذه القصيدة تعد من القصائد اليتيمة التي اشتهر بواسطتها اصحابها وكانت لدينا نماذج أخرى من الشعراء إشتهروا بقصائدهم اليتيمة من مثل مالك بن الريب في رثاءه نفسه وابن زريق البغدادي في قصيدته التي بدأها: دع عنك لومي. لذلك لو كتب للشاعر أن يستمر في مسيرته الشعرية لأصبح من أبرز اعلام الشعر العربي المعاصر.
المحاورة: نعم دكتور أقدم لك شكري وإمتناني لهذه الأضاءات التي تفضلت بها عن شاعرنا لهذه الحلقة وهو حسن المرواني.
الشحمان: حياكم الله
المحاورة: أما الآن دكتور اذا تسمح لي فلنصغي الى الشاعر وهو يعزف على قيثارة احزانه ولوعته ويندب حظه العاثر، مستمعينا الكرام إبقوا معنا.

ممزق انا لاجاه ولاترف

يغريك فيّ فخليني لآهاتي

لو تعصرين سنين العمر أكملها

لسال منها نزيف من جراحاتي

لو كنت ذا ترف ماكنت رافضة حبي

ولكن عسر الحال مأساتي

أمشي وأضحك ياليلى مكابرة

علّي أخبي عن الناس إحتضاراتي

لا الناس تعرف ما خطبي تعذرني

ولاسبيل لديهم في مواساتي

لاموا إفتتاني بزرقاء العيون

ولو رأوا جمال عينيك مالاموا إفتتاناتي

لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها

ما إختاره الله لوناً للسمواتي


المحاورة: وفي نهاية هذه الحلقة مستمعينا الكرام اتقدم بجزيل الشكر لضيفنا الكريم الدكتور سعدي الشحمان وشكراً لكم مستمعينا الكرام
الشحمان: شكراً جزيلاً
المحاورة: حتى الملتقى اطيب التحيات.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة