وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين ومحللين أن حرب اليمن بعد مرور أربع سنوات أصبحت في مأزق، وتحولت معركة بن سلمان التي بدأها عام 2015 إلى مستنقع له، وأن انسحاب الحليف الأساسي (الإمارات) يطرح تساؤلات عن قدرة الرياض على قيادة الحرب بنفسها.
ووفق دبلوماسيين مطلعين، فإن بن سلمان يأمل من الإدارة الأميركية مساعدته، لكن المعارضة بالكونغرس قد تجعل من هذا الاحتمال غير وارد، وهو ما يترك بن سلمان أمام خيارات متواضعة.
وتشرح الصحيفة الأميركية أن السعودية تقاتل من الجو، لكن الإماراتيين هم الذين يتواجدون على الأرض، مشيرة إلى ان أسلحتها ومالها يلعبان دورا هاما في الحفاظ على التحالف الهش ضد الحوثيين الذين بدؤوا يملؤون الفراغ بعد انسحاب الإماراتيين.
ووفق محللين، فإن خروج الإمارات يجعل من احتمال تحقق نصر عسكري سعودي بعيد المنال.
وتقول الصحيفة إن السعودية لا تستطيع الانسحاب لأن حدودها مع اليمن تمتد على مسافة تزيد على ألف ميل، كما أن الحوثيين صعدوا من هجماتهم الصاروخية في العمق السعودي.
بعض الدبلوماسيين الغربيين يأملون أن يكون انسحاب الإمارات حافزا لولي العهد السعودي كي يتفاوض على اتفاق مع الحوثيين وإنهاء الحملة السعودية مقابل الأمن على الحدود، لكن بن سلمان الذي عزز سلطاته كحاكم فعلي بالبلاد لا يواجه ضغوطا محلية بعد قمعه أي معارضة في العائلة المالكة، وفق دبلوماسيين، لكن الانسحاب الإماراتي أضعف بشكل كبير قوة التفاوض لدى السعوديين، مما قد يرفع الكلفة التي قد يدفعها بن سلمان في أي تفاوض لإنهاء هجمات الحوثيين.
المساعدات الأميركية
ويقول دبلوماسيون إن بن سلمان المحاصر الآن باليمن طلب المزيد من المساعدات من الولايات المتحدة التي توفر حاليا الدعم اللوجستي وتبيعه الأسلحة، مثل المشاركة الاستخبارية على نطاق أوسع وربما نشر قوات خاصة أو مستشارين عسكريين.
لكن واشنطن -كما تشكو السعودية- بعثت برسائل متناقضة بشأن دعم حرب اليمن، فأبدى الأميركيون غضبهم من قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يكتب بصحيفة واشنطن بوست مما جعل المشرعين الأميركيين ينظرون بعين الشك إلى حرب اليمن.
وتمكن الكونغرس من تمرير مشروع قرار يطالب بإنهاء الدعم العسكري الأميركي للسعودية، بما في ذلك بيع الأسلحة. كما أن وزارة الدفاع (البنتاغون) خلصت إلى أن حرب اليمن تحولت إلى مستنقع لا يطاق، وحثوا السعوديين منذ شهور على محاولة التفاوض لإنهاء القتال.
في المقابل، استخدم الرئيس دونالد ترامب حق النقض مراراً وتكراراً ضد التشريعات التي تقطع الدعم الأميركي للحرب.