البث المباشر

الشاعر أحمد رامي

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:38 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: أطيب وأحلى التحيات لكم مستمعينا الكرام أينما كنتم. أحبتي أينما كان الفن والأدب والشعر الأصيل تقبلوا منا تحياتنا القلبية ونحن نجدد اللقاء بكم بين ربوع الشعر العامرة بأزاهير القوافي ورياحين الكلمات الطيبة العابقة بشذى ياسمين التعابير الساحرة والصور الفنية الخلابة التي تحمل المرء على إبداء إعجابه ودهشته لتلك الموهبة الخارقة التي منحها الخالق تعالى للبعض فسطروا أروع الآيات في فن البلاغة والبيان وتخلدت أسماءهم على جبين التاريخ. كونوا برفقتنا أيها الأحبة عبر ما أعددناه لكم من قطاف شعري في حلقتنا لهذا الأسبوع من سير القصائد.

ذكريات عبرت أفق خيالي

بارق يلمع في جنح الليالي

نبهت قلبي من غفوته

وجلت لي ستر أيامي الخوالي

كيف أنساها وقلبي لم يزل

يسكن جنبي إنها قصة حبي


المحاورة: أبياتاً تقطر رقة وعذوبة وسلاسة تلك التي تسللت الى مسامعكم. أبيات يشي أسلوبها بأنها لأحد الشعراء المعاصرين. نعم أيها الأحبة إنها للشاعر أحمد رامي الذي تخصص في هذا النوع من الشعر، شعر الهمسات العاشقة وشعر الأنات الحائرة وشعر العاشقين الوالهين الذين يذوبون مع الحنين ويحلقون في عوالم العشق الشفافة ماشاء لهم التحليق حتى ليبدون كأغصان ميادة تتلاعب بها نسائم الحب وربما رياحين الشجن لتتساقط اوراقها حيناً ولتورق وتزهر حيناً لآخر بقوة الحب التي لاتعدلها قوة اخرى في العالم، حب الله وحب الطبيعة والوجود وحب الناس أينما كانوا.
المحاورة: أحبتي عن هذا الشاعر وشخصيته وخصائصه الشعرية وإتجاهاته التي ميزته بقوة عن سائر الشعراء المعاصرين سيحدثنا مشكوراً ضيف البرنامج الكريم وخبيره الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان الذي نرحب به كل الترحيب. دكتور أهلاً ومرحباً بك
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاورة: عليكم السلام والرحمة
الشحمان: أهلاً ومرحباً بكم وبالمستمعين الكرام في هذا اللقاء الجديد
المحاورة: اهلاً ومرحباً بك دكتور. دكتور شاعرنا لهذا الأسبوع ولهذه الحلقة خصيصاً هو الشاعر المصري المعاصر أحمد رامي
الشحمان: نعم أحمد رامي الشاعر المصري الشهير، الشاعر الذي عرف بأنه شاعر الحب والجمال. يعتبر من طلائع الشعراء المؤسسين للحركة الشعرية في العالم. ولد هذا الشاعر في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ودرس في أول جامعة أسست في ذلك الوقت وهي دار العلوم ونشر بواكير شعره وبواكير قصائده في جريدة النور التي كانت تحتضن الأدباء والشعراء في ذلك الوقت. هذا الشاعر جمع في شخصيته بين نزعتين وإتجاهين، نزعة الى الأدب العربي بعراقته وتراثه ونزعة اخرى الى الأدب الغربي وخاصة الأدب الأنجليزي والأدب الفرنسي فجمع بين هذين الأدبين وهذين التراثين فأنتج لنا هذه الأشعار الجميلة برقة وعذوبة فهذا هو الشيء الذي يميز هذا الشاعر عن الشعراء الآخرين المعاصرين له. ايضاً لابد من الاشارة الى أن أحمد رامي درس ايضاً اللغة الفارسية في فرنسا...
المحاورة: على ما أذكر دكتور هو الذي ترجم بعض رباعيات الخيام الى اللغة العربية ايضاً..
الشحمان: نعم من ضمن الترجمات الشهيرة التي نراها لرباعيات الخيام ترجمة احمد رامي التي تعتبر اول ترجمة عربية لهذه الرباعيات الخالدة، ترجمها قبل أن يترجمها الزهاوي وقبل أن يترجمها أحمد الصافي وقبل أن يترجمها عبد الحق فاضل وربما قبل البستاني. ترجمها بلغته البسيطة وبلغته السلسة التي تتفجر منها العذوبة والرقة بالإضافة الى ذلك صدرت له الكثير من الدواوين وله ايضاً بعض الروايات يعني ايضاً كان سباقاً في مجال كتابة الرواية وكتب عدة روايات وله ايضاً شعر وطني. ونتيجة لهذه الجهود القيمة وهذه الانجازات التي قام بها في مجال مسيرة الشعر العربي نال جائزة الدولة التقديرية من بلده في عام ٦۷ من القرن الماضي. قلنا إن الشاعر أحمد رامي تأثر بثقافتين، كانت تتوزع شخصيته بثقافتين، الثقافة العربية والثقافة الغربية. من حيث الثقافة العربية تأثر أيما تأثير بالشاعر العراقي المعاصر عبد المحسن الكاظمي، وهو نفسه يعني أحمد رامي كان يحب العراق، كان يكن حباً للأدب العراقي وللفن العراقي وتعلق كثيراً بالشاعر عبد المحسن الكاظمي الذي عاش في مصر وتوفي في مصر هذا الشاعر الذي يعتبر شاعر الإرتجال وشاعر البديهة وشاعر القصائد الطوال حتى قيل في هذا المجال إن أحمد رامي من فرط حبه لعبد المحسن الكاظمي أنه كان يطعمه ويغسل قدميه حباً وتقديراً له. وتأثر ايضاً بشعراء الغرب ولايفوتنا أن نذكر بعض الأبيات من ترجمته لرباعيات الخيام، بالنسبة للرباعيات الأولى يقول:

سمعت صوتاً هاتفاً في السحر

نادى من الحاني وفات البشر

هبوا إملئوا كأس الطلى قبل أن

تفعم كأس العمر كف القدر

أحس في نفسي دبيب الفناء

ولم أصب في العيش إلا الشقاء

ياحسرتا إن حان حيني

ولم يتح لفكري حل لغز القضاء

أفق وهات الكأس أنعم بها

وإكشف خفايا النفس من حجبها


الشحمان: أبيات كثيرة، لايفوتنا أن نذكر بعض الأبيات الغزلية الجميلة من شعره، لمسات، وترك بصمات جميلة وحلوة على الشعر العربي المعاصر، يقول في أشعاره الغزلية:

أغار من نسمة الجنوب

على محياك ياحبيبي

وأحسد الشمس في ضحاها

وأحسد الشمس في الغروب

وأحسد الطير حين يشذو

على ذرى غصنه الرطيب


الشحمان: ومن قصيدة له بعنوان " من انت" يقول فيها:

من انت حتى تستبيحي عزتي

فأهين فيك كرامتي ودموعي

وأبيت حران الجوانح صادياً

أصلى بنار الوجد بين ضلوعي


الشحمان: هذه نماذج قليلة جداً من أشعار الشاعر الكبير أحمد رامي رحمه الله
المحاورة: شكراً لكم دكتور. نعم دكتور بعد هذا الحديث الشيق والقيم الذي تفضلت به حول الشاعر المصري المعاصر أحمد رامي نعود بكم مستمعينا الكرام الى اجواء القصيدة حيث سنعيش معاً الأجواء الرومانسية الحالمة المظللة باللمسات الحزينة والتي يرسمها لنا الشاعر وهو يروي لنا ذكرياته وقصة حبه.

ذكريات داعبت فكري وظني

لست أدري، أيها أقرب مني؟

هي في سمعي على طول المدى

نغم ينساب في لحن أغن

بين شد وحنيني وبكاء وأنين

كيف أنساها؟

وسمعي لم يزل يذكر دمعي

وأنا أبكي مع اللحن الحزين

كان فجراً باسماً في مقلتي

يوم أشرقت من الغيب عليّ

أنست روحي الى طلعته

وأجتلت زهر الهوى

غض الندي

فسقيناه وداداً

ورعيناه وفاءاً

ثم همنا فيه شوقاً

وقطفناه لقاءاً

كيف أنساها؟

وقلبي لم يزل يسكن جنبي

إنها قصة حب!


المحاورة: أحبتي في ختام تطوافنا لهذا الأسبوع عبر رياض الشعر العربي آملين أن تكون باقتنا التي قدمناها لكم قد راقت لكم وحظيت بحسن إصغاءكم ومتابعتكم. في نهاية هذه الحلقة أتقدم بشكري الجزيل لضيفنا الكريم في الستوديو الدكتور سعدي الشحمان، شكراً جزيلاً لكم دكتور نشكر حضوركم
الشحمان: وأنا كذلك أشكركم على حسن الإستضافة
المحاورة: شكراً لكم دكتور وإن شاء الله سنلتقي بكم وبمستمعينا الكرام في الحلقات المقبلة من هذا البرنامج، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة