وخلال لقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق "فائق زيدان" الثلاثاء، رحب لاريجاني بزيارة هذا المسؤول العراقي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معربا عن ارتياحه من أن العراق يتمتع في الوقت الراهن بعلاقات مناسبة مع إيران وذلك بعد اجتياز فترة عصيبة.
ووصف رئيس البرلمان الايراني العلاقات بين طهران وبغداد بأنها عريقة وتاريخية؛ مضيفا أن إحدى النماذج التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين هي مراسم الأربعين المتاصلة في عقائد الشعبين الإيراني والعراقي، حيث يتعين علينا أن نقدم خالص شكرنا للشعب العراقي على حسن الضيافة وكرم الوفادة.
وأشار لاريجاني إلى زيارة رئيس الجمهورية حسن روحاني إلى العراق، قائلا إن إحد التوافقات التي تم التوصل اليها خلال هذه الزيارة هو تجريف نهر أروند وفقا لاتفاق الجزائر 1975؛ لافتا إلى أن هذا الموضوع يصب في مصلحة العراق أكثر من إيران لأن نهر اروند يعتبر الشاطء الوحيد الذي يصل العراق بالبحر.
وتابع أن الاميركيين يزعمون اليوم بأنهم قادرون على تقليص معدل صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، ويثيرون الفوضى في الداخل الإيراني بإجراءاتهم هذه، بينما لم يصل فحسب حجم صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، بل اتحدت الشرائح المختلفة والأحزاب والتيارات السياسية أكثر من أي وقت مضى في البلاد.
وفي جانب آخر من تصريحاته، اعتبر رئيس مجلس الشوى الإسلامي تطبيع علاقات الدول الإسلامية والعربية مع "اسرائيل" بأنها مسألة خطيرة، قائلا : إن دور العراق في هذا الصدد مهم للغاية.
وتابع : يجب ألا يؤدي الخلاف بين الدول الإسلامية إلى المساومة والتوجه نحو الكيان الصهيوني.
إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي "فائق زيدان" عن ارتياحه من لقاء رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، قائلا: أنا أحمل رسالة السلام وتحيات العراق حكومة وشعبا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاسيما تحيات رئيس جمهورية العراق ويجب أن أقول بان العراقيين لن ينسوا أبدا تضحيات إخوانهم الإيرانيين وتكاتفهم مع الشعب العراقي في الحرب على داعش.
وأكد على أن العراق يبحث دائما على تطوير علاقاته مع إيران، مضيفا أن العلاقات التاريخية بين البلدين تفرض علينا الوقوف إلى جانب إيران حكومة وشعبا ضد الأعداء وأن العراق لن يكون أبدا سبيلا لتحقيق مآربهم.
واعتبر تعزيز وتوطيد التعاون الاقتصادي من خلال الشركات المقاولة النشطة في كلا البلدين بأنه مسألة مهمة للغاية، موضحا : نحن نعلم أن أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يبذلون جهدهم لعرقلة هذا المسار وسوف يضغطون على البنك المركزي العراقي كي لا يتعاون مع الشركات الإيرانية. ولكن رد العراق سيكون على خلاف رغبة الغربيين.
ووصف رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي تطبيع علاقات الدول الإسلامية مع "اسرائيل" بأنه الخطر الاكبر في المنطقة؛ مضيفا أنه على الرغم من فشل مؤتمر المنامة الأخير الذي عقد في هذا الصدد، إلا ان الجهود الاميركية ستستمر لتحقيق هذه الغاية النكراء، ويجب ألا نلتزم الصمت بشأن هذا التطبيع.