خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين أيها الأخوة والأخوات في كل مكان السلام عليكم. أحبتنا الأفاضل ها نحن ذا نجدد اللقاء بكم عند سيرة اخرى من سير القصائد العربية على مر التاريخ عبر برنامجكم الأسبوعي المتجدد سير القصائد، كل أمل أن تقضوا أطيب الأوقات وأجملها مع فقرات برنامجنا لهذا الأسبوع حيث سنكمل مشوارنا في رحاب قصيدة الشاعر الفلسطيني المعاصر معين بسيسو "المدينة المحاصرة" كما سنواصل حديثنا حول شخصية هذا الشاعر ونتاجاته من خلال حوارنا مع خبير البرنامج، ندعوكم لمرافقتنا بعد هذا الفاصل
المحاورة: يواصل الشاعر الفلسطيني المعاصر معين بسيسو تجواله ليلاً بين رحاب مدينته الصامدة غزة عبر قصيدته المصطبغة بلون المأساة والألم وشيء من اليأس الذي يحاول أن ينفخ فيه روح الأمل في نهاية قصيدته "المدينة المحاصرة" واذا به يصعق لمشهد او للمشاهد الممتدة أمام عينيه في كل زاوية من زوايا هذه المدينة حيث السواد يغطي كل شيء وحتى النهر الرامز الى الحياة نراه يتدفق بين الأطلال والخرائب بل بين المآتم ومابين مشاهد المعذبين وهم يقتاتون من مآسيهم ويعانون أشكال الإذلال وتنطلق صرخاتهم في عنان السماء بعد أن تنهال عليها سياط الغاصبين فلنرافق الشاعر وهو يروي لنا مأساة حسناءه غزة.
ومشى اليها الليل يلبسها السواد على السواد
والنهر وهو السائح العداء في جبل وواد
ألقى عصاه على الخرائب وإستحال الى رماد
*******
هذه هي الحسناء غزة في مآتمها تدور
مابين جوعى في الخيام وبين عطشى في القبور
ومعذب يقتات من دمه ويعتصر الجذور
صور من الإذلال فإغضب أيها الشعب الأسير
فسياطهم كتبت مصائرنا على تلك الظهور
*******
أكتبت أم مازلت بكاءاً على الوطن المضاع
الخوف كبل ساعديك فرحت تجترب الصراع
وتقول أنى وقد شقت الريح الشراع
يا أيها المدحور في أرض يضج بها الشعاع
أنشد أناشيد الكفاح وسر بقافلة الجياع
المحاورة: أطيب وأحلى التحيات لكم مستمعينا أينما كنتم وأنتم برفقة هذه الحلقة من برنامجكم سير القصائد. مستمعينا الكرام معنا في الستوديو خبير البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان والذي سيكمل لنا إن شاء الله في هذه الحلقة ومن خلال هذه الدقائق المتبقية من البرنامج ما بدأنا من حديث في حلقة الأسبوع المنصرم حول الشاعر الفلسطيني المعاصر معين بسيسو. السلام عليكم دكتور وأهلاً ومرحباً بكم
الشحمان: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله
المحاورة: حياكم الله دكتور يسعدنا أن نجدد اللقاء بكم في هذه الحلقة من سير القصائد. دكتور شاعرنا لهذه الحلقة ايضاً هو الشاعر الفلسطيني المعاصر معين بسيسو كما تحدثنا عنه في الحلقة السابقة اليوم نكمل الحديث حول هذا الشاعر.
الشحمان: نعم بإذن الله تعالى سوف احاول الحديث بإختصار في هذا القسم الثاني لكي أفسح المجال لكم لقراءة المزيد من أشعاره حول مدينته غزة. كنا قد ذكرنا في الحلقة الماضية بعض أعمال الشاعر الشعرية والنثرية وتحدثنا ايضاً عن خصوصيات ادبه وذكرنا أن أسلوبه يعتبر أسلوباً مميزاً يعتمد على أسلوب الجمل القصيرة التي توحي بالتوتر وتوحي بتقديم اللمحات الخاطفة للمشهد الذي يريد تصويره إن كان هذا المشهد داخلياً أم خارجياً. وبقي أن نقول هنا ونشير الى الجانب العالمي من شخصية معين بسيسو الشعرية حيث أن أعماله ترجمت الى الكثير من اللغات نظراً الى انسانية القضية التي طرحها في أدبه وهي القضية الفلسطينية فقد ترجم أدبه الى اللغات الأنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وحتى ترجمت بعض أعماله الى اللغة الفارسية، لاحظت هذه الترجمة ولكن لاأتذكر من هو المترجم بالضبط. حصل على بعض الجوائز العالمية ومنها جائزة اللوتس وكان هو رئيس تحرير مجلة اللوتس التي كان يصدرها اتحاد كتاب آسيا وافريقيا وما يشير الى الجانب العالمي من شخصيته ايضاً حصل على الكثير من الأوسمة ومنها أعلى الأوسمة الفلسطينية وهو درع الثورة. وكان مسؤول الشؤون الثقافية لإتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين. بعد هذه المسيرة النضالية الشعرية والعملية التي مرت على حياة هذا الشاعر والأديب الكبير لبى نداء ربه وتوفي في بداية التسعينيات من القرن الماضي في عام ۱۹۸٤، ومن اللطيف أن نذكر هنا أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي لم تسمح لعائلته بأن يدفن جسده في مدينته غزة فأضطروا دفنه في مقبرة خاصة بهم في مدينة القاهرة. هنا أقرأ لحضراتكم وحضرات المستمعين الكرام مقطعاً من قصيدة فلسطين في القلب
المحاورة: نعم تفضل دكتور
الشحمان: من ديوانه ومن مجموعته الشعرية فلسطين في القلب اذا سمحتم لنا وسوف لانطيل إن شاء الله يقول في مقطع من هذه القصيدة:
ياأيادي إرفعي عن أرضي الخضراء ظل السلسلة
وأحصدي من حقل شعبي سنبلة
فأنا لن أحضن الخبز ومن قمح بلادي
منذ أن هبت رياح مثقلات بالجراد
نهشت أرض بلادي منذ أن شدوا لي اللقمة ساق غزالي
وعدا ملأ الرمال هموا قد غصبوا قوسي وسهمي ونصالي
وهم قد قطفوا زهر دمائي غير أني في نمائي
فجذوري تتحدا الفأس في أرض بلادي
وهي خضراء تنادي
إرفعي عن أرضي الخضراء أغلال الجراد
وحصادي لي حصادي
الشحمان: هذا نموذج عن شعره وأكتفي بهذا القدر من الحديث لإتاحة الفرصة لكم لقراءة مقاطع شعرية من شعره.
المحاورة: كل الشكر والإمتنان لكم دكتور على هذه الإضاءات التي تفضلتم بها حول الشاعر معين بسيسو والتي إنتفعنا بها نحن والمستمعون الكرام الذين ندعوهم الى الفاصل الأخير من البرنامج والاصغاء الى مقاطع اخرى من شعر الشاعر معين بسيسو حول مدينته المحاصرة غزة وهي ترزح تحت وطأة ليل الاحتلال الاسرائيلي طبعاً بعد أذنكم دكتور
الشحمان: تفضلوا حفظكم الله ورعاكم
المحاورة: كونوا معنا بعد هذا الفاصل
حينما أرصف بالأسوار في كل مساء
ويحوم الليل كالطائر في منقاره خيط ضياء
لنجوم لاأراها في السماء
*******
يفرض القلب جناحيه بعيداً ويطير
لبساتينك ياغزة الخضراء في ليل الجحيم
ولجدرانك تغلي كالصدور
جرحوها بالرصاص
والمناشير عليها كالقناديل تقول
ياجدار المستحيل
لأرى شعبي الذي لم يخضعوه
خافقاً في شفتي من عذبوه
أحرقوه ليفوه
غير أن القلب خفاق ولكن لايفوه
غزتي انا لم يصدأ دمي في الظلمات
فدمي النيران في قش الغزاة
وشرارات دمي في الريح طارت كلمات
كعصافيرك ياقوس قزح
أنت يا إكليل شعبي وهو يبني في القيود
إننا سوف نعود!!
وعلى درب كألوانك ياقوس قزح
وستذر الريح أشلاء شبح
المحاورة: أيها الأحبة وصلنا وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم الأسبوعي سير القصائد. في نهاية هذه الحلقة أشكر ضيفي الكريم في الستوديو الدكتور سعدي الشحمان، دكتور شكراً جزيلاً لكم
الشحمان: حياكم الله نشكركم على حسن الاستضافة
المحاورة: حياكم الله دكتور وشكراً لكم مستمعينا الكرام حتى الملتقى أطيب المنى في أمان الله