البث المباشر

الشاعر هارون هاشم رشيد ۲

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:27 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، كل المراحب بكم في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي سير القصائد حيث نواصل تجوالنا في عالم القوافي والقصائد لنسبر سيرها ونستكنه شخصيات اصحابها، ندعوكم أيها الأحبة لمرافقتنا.
المحاورة: أيها الأفاضل سنواصل التطواف في محطتنا لهذا الأسبوع بين رحاب العالم الشعري للشاعر الفلسطيني المعاصر هارون هاشم رشيد عبر قصيدته المؤثرة والمعبرة عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي أدمن لطول هذه المعاناة ذرف الدموع والانتظار الممض وعيونه المبللة بالدموع تتطلع دوماً نحو طريق العودة منذ عقود طويلة وتترقب من وراء جدران المخيمات وأوجاع المهاجر والمنافي الفرج الذي بدا بعيد المنال ولكنه الأمل الذي لابد منه مهما بعدت المسافة وتمادى الزمن. كما يحدثنا بذلك الشاعر وهو قابع في خيمته يسترق النظر الى الطريق في منظر يتكرر يومياً. فلنستمع الى الأنغام الحزينة وهي تنطلق من النايات الناطقة بالغربة.

أحترف الحزن والانتظار
أرتقب الآتي ولايأتي

تبددت زنابق الوقت

عشرون عاماً

وأنا أحترف الحزن والانتظار

عبرت من بوابة الدموع

الى سقيع الشمس

والبرد

لا اهل لي في خيمتي

وحدي

عشرون عاماً

وأنا يسكنني الحنين والرجوع

كبرت في الخارج

بنيت أهلاً آخرين

كالشجر

أستنبتهم، فوقفوا امامي

صار لهم ظل على الأرض

ومن جديد

ضربتنا موجة البغض

وها أنا أستوطن الفرار

شردت عن أهلي

مرتين

سكنت في الغياب مرتين

أرضي ببالي

وأنا أحترف الحزن والانتظار

ألا لعينيك تأنى وخطر؟

يفرش الضوء على التل القمر

ضاحكاً للغصن

مرتاحاً الى ضفة النهر

رفيقاً بالحجر

علَ عينيك اذ آنستاه

أثراً منه

على الليل خدر

يغلب النسرين والفل عسى

تطمئنين الى عطر الندر

من ترى انت؟

اذا بحت بما خبئت عيناك

من سر القدر

حلم أي الجنون يا أغنية

عاش من وعد بها سحر الوتر


المحاورة: أيها الأحبة ليس من الصعب علينا أن ندرك أن العودة هي الحلم الذي غدا زاد الشاعر هارون هاشم رشيد وهاجسه المرافق له دوماً في حله وترحاله وفي كل لحظة يعيش فيها حالة الترقب والتطلع وانتظار صوت البشير بالعودة لذلك إستحق هذا الشاعر بحق لقب شاعر العودة وغيرها من الخصوصيات التي ميزته عن سائر شعراء المقاومة والتي سيحدثنا عنها خبير البرنامج الذي شرفنا بحضوره في الستوديو الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان، نرحب بكم دكتور أهلاً بكم
الشحمان: حياكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى المستمعين الكرام. أنا ايضاً يغمرني الفرح والسرور لتجديد اللقاء بكم وبالمستمعين الكرام
المحاورة: هذا من دواعي سرورنا. دكتور في الحلقة الماضية وفي الجزء الأول من هذا اللقاء تحدثنا عن الشاعر هارون هاشم رشيد، لو تتفضل وتكمل الحديث حول هذا الشاعر الذي لقب بشاعر العودة
الشحمان: نعم في الحقيقة هو كذلك بحق، هو شاعر العودة وهو اللسان الناطق بآلام الشعب الفلسطيني ومآسيه وخاصة تلك الآلام التي قاساها النازحون واللاجئون الفلسطينيون في المخيمات. الشاعر نفسه كان منذ طفولته يعيش حياة التشرد وحياة المخيمات وما يرافقها من مآسي ونكبات. وهو بالطبع كما قلنا ينتمي الى جيل شعراء النكبة، أقصد نكبة سنة ٤۸ وهو من شعراء المخيمات. يمتاز شعره بأنه يمثل وثيقة روحية ونفسية يرصد من خلالها آلام الشعب الفلسطيني. صحيح أنه يعتبر من شعراء التمرد والثورة ولكنه يستمد روح التمرد والثورة من هذه الآلام التي يصورها لنا ببراعة فريدة من نوعها، الآلام التي يعيشها الفلسطينيون نتيجة القرارات المجحفة والقاسية التي أدت الى تشردهم وعيشهم ربما في فلسطين او في الدول المجاورة. عاشوا حياة المخيمات، وهذه الكلمة تعني لنا الشيء الكثير من الآلام والمآسي التي يعيشها صاحبها. هكذا فإننا نجد أن الشاعر هارون هاشم رشيد، جميع قصائد هذا الشاعر وجميع مجموعاته الشعرية التي جاد بها طيلة مسيرته الشعرية الطويلة التي بدأت كما قلنا من الخمسينات من القرن الماضي وحتى الآن. ظل هذا الشاعر بعيداً عن التنظيرات وبعيداً عن النخبوية وبعيداً عن المعارك الفكرية الطاحنة بين القديم والجديد، لم يقصر همه على هذه المواضيع ..
المحاورة: لكنه تطلع الى العودة..
الشحمان: نعم كان شاعراً عملياً، كان صريحاً في تعبيره في معاناة الشعب الفلسطيني لذلك نجد شعره يمتاز بالوضوح والسهولة والبساطة رغم أنه يطرح قضايا كبرى في أشعاره رغم أنه ظل قريباً من هموم شعبه وأمته. ذكرنا أنه يعتبر من الشعراء غزراء الانتاج، انتج أكثر من عشرين ديواناً حتى الآن وايضاً يمارس العمل السياسي بالاضافة ذلك. كنا قد تحدثنا ولانريد أن نكرر الحديث عن المؤثرات التي تركت آثاراً عميقة في حياته وإنما نكتفي بالاشارة الى بعض المجموعات الشعرية التي أصدرها طيلة مسيرته، وقسم ملفت للنظر من قصائده تحولت الى أناشيد أنشدها منشدون معروفون وكبار في العالم العربي. منها مثلاً مع الغرباء وبالمناسبة يعتبر الديوان الأول للشاعر. عودة الغرباء، غزة في خط النار، حتى يعود شعبنا، سفينة الغضب، رحلة العاصفة، مزامير الأرض والدم بالاضافة الى بعض المسرحيات الشعرية من مثل مسرحية السؤال، الرجوع، مفكرة عاشق، يوميات الصمود والحزن وحتى عناوين هذه المجاميع الشعرية والمسرحيات الشعرية تدل على اهتمامه بموضوع العودة، عودة الشعب الفلسطيني الى وطنه. طبعاً إخترت بعض الأشعار من قصائده ولكن يبدو أن الوقت ضيق فسوف أكتفي بقراءة بعض السطور من قصيدة له تحمل العنوان قصة، يقول:

قصة قد حدثت بالأمس

من عشرين عاماً

حدثت في قريتي الخضراء

في أرض السلام

لن ينام الثأر في صدري

وإن طال مداه

لا ولن يهدأ في قلبي

ولا في روحي صداه

صوت امي لم يزل

في مسمع الدنيا صداه

وأبي مازال في قلبي

وفي روحي صداه

إن تقدم ثابت الخطو الى الخير تقدم

وتعلم كيف تروي غلة الدم


الشحمان: هذا مقطع قصير من هذه القصيدة وأترك لكم الفرصة لكي تنشدوا المزيد من أشعاره.
المحاورة: نعم شكراً جزيلاً، كل الشكر والتقدير لكم دكتور
الشحمان: حياكم الله
المحاورة: اذا تسمحوا لنا نعود الى مواصلة التطواف بين جنبات قصيدته الحالمة بالعودة أحترف الحزن والانتظار بعد هذا الفاصل القصير.

نسج أجفانك من خيط السها

كل جفن ظل دهراً ينتظر

ولك النيسان ما أنت له

هو ملهى منك او مرمى نظر

قبل ما كومنت في أشواقنا

سكرت مما سيعروه الفكر

وقع عينيك على نجمتنا

قصة تحكى وبث وسمر

قالتا ننظر فإحلولى الندى

وإستراح الظل

والنور إنهمر

مفرد لحظك إن سرحته

طار بالأرض جناح من زهر

واذا هدبك جاراه الندى

راح كون تلو كون يبتكر


المحاورة: شكراً لكم مستمعينا الكرام لطيب متابعتكم كما أشكركم دكتور على هذه الايضاحات حول شاعرنا لهذه الحلقة هارون هاشم رشيد
الشحمان: حياكم الله ونرجو تجديد اللقاء بكم إن شاء الله
المحاورة: إن شاء الله حتى الحلقة القادمة مستمعينا الأفاضل أترككم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة