البث المباشر

الشاعر جميل صدقي الزهاوي ۲

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:27 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعدي الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين ايها الأخوة والأخوات في كل مكان السلام عليكم حياكم الله أحلى التحايا وأطيب المنى نبعثها لحضراتكم في هذا اللقاء الجديد الذي يسرنا أن يجمعنا بكم عبر جسور التواصل الأدبي من خلال البرنامج برجاء أن نوفر لكم دقائق تنعشون الأرواح فيها بربيع القصائد، تابعونا مشكورين.
المحاورة: أيها الأحبة معنا في الستوديو خبير البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان، حللتم اهلاً ضيفنا الكريم والسلام عليكم دكتور.
الشحمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأنا أشعر بالسرور لتجديد اللقاء بكم وبالمستمعين الكرام.
المحاورة: شكراً لهذا الحضور دكتور. إن شاء الله اليوم سنكمل بعد اذنكم دكتور بالطبع حوارنا حول الشاعر جميل صدقي الزهاوي وقصيدته في رثاء المدرسة المستنصرية ولكن لو تسمحون بعد الإستماع الى المزيد من أبيات هذه القصيدة بعد هذا الفاصل، ندعوكم للمتابعة أيها الأفاضل.
المحاورة: مستمعينا الأفاضل في القسم الثاني من القصيدة نرى الزهاوي يعقد مقارنة بين ماضي المستنصرية المشرق حيث كانت تعج بالحكمة وتزدحم بطلبة العلم القادمين حتى من بلاد الغرب التي كان ظلام الجهل يسودها آنذاك ثم مايلبث الشاعر أن يرسل الحسرات وينفث الآهات لفقد عمالقة العلم الذين كانوا ذات يوم بحاراً للعلوم. وكان الطلاب يتوافدون عليهم من أقاصي البلاد، فلنصغي للشاعر وهو يحدثنا عن هذه الصور والمعاني.

لقد كنت فيما مضى دار حكمة

بها يعلم الناس الحقائق ماهيا

فكنت أفق الشرق شمساً مضيئة

تشعين نوراً للمعارف زاهياً

وكانت بلاد الغرب اذ ذاك في عمى

تقاسي من الجهل الكثيف الدياجيا

فأين رجال فيك كانوا مشائخاً

اليهم يحث الطالبون النواجيا

وكانوا بحاراً للعلوم عميقة

وكانوا جبالاً للحلوم رواسياً

وكانوا مصابيح الهدى ونجومها

بهم يهتدي في الليل من كان سارياً

يميتون في نشر العلوم نهارهم

ويحييون في حل العويص اللياليا

نواحيك من طلابها اليوم أقفرت

وكانوا أنوفاً يملئون النواحيا


المحاورة: أطيب واحلى التحيات لكم مستمعينا الأفاضل وأنتم برفقة سير القصائد من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. اعود الى ضيفنا الكريم في الستوديو الدكتور سعدي الشحمان، نرحب بكم مجدداً دكتور
الشحمان: حياكم الله
المحاورة: حياكم الله وفي انتظار ما ستتفضلون به من تحليل حول الشاعر جميل صدقي الزهاوي وقصيدته الوجدانية الرائعة حقاً في رثاء المدرسة المستنصرية.
الشحمان: في الحقيقة الزهاوي كان مبدعاً في كل المواضيع والأغراض والتجارب التي تطرق اليها، المواضيع التي تطرق اليها كانت متعددة ومتنوعة يعني تطرق الى شتى المجالات حتى المجالات التي تبدو في الظاهر لايمكن إخضاعها للتجربة الشعرية من مثل المواضيع العلمية والمواضيع الفلسفية، له الكثير من الكتابات بل الدواوين الشعرية والمجموعات الشعرية حول المواضيع العلمية والفلسفية من مثل كتابه المجمل مما رأى والجاذبية وتحليلها. طبعاً هذا كتاب نثري وايضاً هناك بعض المنظومات الشعرية التي صاغها حول بعض المواضيع الفلسفية من مثل الكلم المنظوم وذرات ونزعات الشيطان واللباب وما الى ذلك. وله ايضاً منظومة شعرية طويلة جداً عنوانها ثورة في الجحيم، هذه المنظومة أثارت بعض الضجة بالنظر الى غرابة الأفكار الفلسفية او عدم تلائم هذه الأفكار والآراء الفلسفية التي طرحها في هذه المنظومة مع القناعات التي كانت سائدة في مجتمعه في ذلك الوقت. الحقيقة جميل صدقي الزهاوي كان شاعراً يثير الجدل دائماً في شخصيته، حتى قال عن نفسه ذات مرة، طبعاً قال عن نفسه من باب التندر والطرافة يقول "كنت في صباي اسمى المجنون لحركاتي غير المألوفة وفي شبابي الطائش لنزعتي الى الطرب وفي كهولتي الجرئ لمقاومتي الاستبداد" يعني يشير الى أشعاره السياسية "وفي شيخوختي كنت أسمى بالزنديق لمجاهرتي بآرائي الفلسفية". الحقيقة كل هذا يدل على ثقافة واسعة وعريضة كان يتمتع بها الزهاوي في المواضيع التي تطرق اليها بالاضافة الى ثقافته اللغوية ..
المحاورة: نعم كما تحدثنا عنها في الحلقة الماضية
الشحمان: نعم المترامية الأطراف التي كان يتمتع بها، حتى أنه كان الزهاوي يعتبر مفخرة من مفاخر الأدب والعلم في تاريخ العراق وفي تاريخ بغداد بشكل خاص بالنظر الى الثقافة الموسوعية الغزيرة والذكاء الحاد الذي كان يتمتع به الزهاوي.
المحاورة: نعم حيث كان ملماً بعدة لغات..
الشحمان: نعم كما ذكرنا في الحلقة السابقة بالعديد من اللغات بالاضافة الى لغته الكردية، اللغة العربية والفارسية وكأنه كتب بعض الأشعار باللغة الفارسية. وترجمته لرباعيات الخيام اعتقد أنها معروفة وتعتبر من ضمن الترجمات التي يشار اليها بالبنان في مجال الأدب المقارن. أما بالنسبة الى القصيدة التي نحن بصددها في حلقتنا لهذا اليوم فهي لاتختلف عن بقية قصائده من إبداعه في هذه القصيدة ومن حيث أن الزهاوي يتميز بأسلوب سهل وممتنع في نفس الوقت، يتميز بالبساطة والوضوح والشفافية..
المحاورة: كلماته سهلة.
الشحمان: نعم لاتتعب ذهن القارئ كما نرى ذلك عند بعض الشعراء الذين تطرقوا الى المواضيع المعقدة ..
المحاورة: ولها إيقاع خاص ايضاً هذه الكلمات..
الشحمان: نعم لها إيقاع موسيقي وتغذيها موهبة فذة وكما ذكرنا ثقافة لغوية واسعة، ليس في مجال علوم الأدب واللغة وحسب بل في العلوم الأخرى التي كانت. بالمناسبة العصر الذي عاشه الزهاوي وسبب تطرق الزهاوي الى هذه المواضيع، بعض المواضيع العلمية والفلسفية. كثرة التيارات العلمية والفلسفية التي كانت مطروحة في العصر الذي عاش فيه يعني نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت هناك الكثير من النظريات، المذهب الانساني وهذه النظرية التي طرحها دارون في ذلك الوقت، حركة تحرير المرأة او مايسمى بالفيمينية ايضاً كانت مطروحة بقوة، فلاعجب أن نرى مثلاً الزهاوي يتفاعل مع هذه القضايا ويبدي آراءه كما فعل ذلك بقية الشعراء المعاصرين له من مثل الرصافي مثلاً او احمد شوقي او شاعر النيل حافظ ابراهيم.
المحاورة: دكتور ربما اذا صح التعبير بما أن الشاعر والأديب بشكل خاص ربما لتميزه عن بقية الأشخاص بنظرة ثاقبة وشعور ملهف لذلك فهو يتفاعل مع الأحداث ومع الحركات.
الشحمان: نعم كما تفضلتم تميز بنظرة ثاقبة ونظرة تحليلية استطاع من خلالها أن يتعمق في الأمور وأن يقدم آراء ناضجة او حاول أن يقدم آراء ناضجة في هذا المجال.
المحاورة: نعم اذا تسمحون نأخذ فاصل وبعدها نواصل الحديث، رافقونا أيها الكرام
الشحمان: إن شاء الله.
سير القصائد
برنامج يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران
أنتم معنا في رحاب هذا البرنامج الذي يستعرض روائع الشعر العربي على مر العصور من خلال التعاون مع خبراء الأدب والشعر.
سير القصائد
يبث لحضراتكم مساءاً عند الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من كل يوم اثنين ويعاد بثه في الساعة السادسة وأربعين دقيقة صباحاً من يوم الأربعاء حسب التوقيت المحلي لمدينة طهران.
المحاورة: حياكم الله مستمعينا الأفاضل نعود الى ضيفنا الكريم في الستوديو. دكتور ما رأيكم في أن نكمل تجوالنا مع المستمعين في رحاب ما تبقى من أبيات القصيدة حيث نرى الشاعر وهو يقف مصغياً لإجابات المدرسة المستنصرية بعد تلك التساؤلات التي وجهها اليها بلغته الحوارية المتميزة؟
الشحمان: نعم ياحبذا لو تقرأون المزيد من الأبيات وربما لايبقى لدي المجال للحديث أكثر.
المحاورة: اذا كانت لديكم ملاحظة خاصة؟
الشحمان: لا أفضل طريقة للتعرف على الشاعر هو الإستماع الى شعره.
المحاورة: طيب شكراً لكم دكتور.

فقالت وقاك الله لاتسألنني

فما لك نفع في السؤال ولا ليا

فقلت أجيبيني كما كنت سابقاً

تجيبين من قد جاء للعلم راجياً

فقالت ألمت حادثات عظيمة

وجرت على هذي البلاد دواهياً

هناك إستبد الدهر بالناس مبدلاً

فرفع مخفوضاً وسفل عالياً

وذاك لأن العلم للمرء مرشد

يعلمه عن حقه أن يحاميا

عرت نكبات الدهر بغداد بعدما

بها ردحاً ألقى السلام المراسيا

فأذهب ما للعلم من رونق الصبا

تتابع احداث يشيبن النواصيا

وأدنى الذي قد نابها من نوائب

خراب ولولاها لما كانت دوامياً


المحاورة: أيها الكرام محبي الشعر والأدب وصلنا واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم سير القصائد وتحدثنا اليوم عن الشاعر جميل صدقي الزهاوي وقصيدته في رثاء المدرسة المستنصرية. نشكركم ضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان.
الشحمان: حياكم الله وأشكركم على الاستضافة
المحاورة: شكراً لكم دكتور وشكراً لكم مستمعينا الكرام حتى الملتقى اطيب المنى.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة