بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الهادي الامين محمد وآله الطاهرين، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج (من سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_)، نرجوا شاكرين ان تتابعوا معنا.
اعزائنا الكرام، من سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_ ما تجلى في معاشرته ومعاملته مع الناس، حيث يستفاد من مجموعة من أحاديث بحار الانوار والعديد من المصادر الحديثية وكما في المستدرك وفيض القدير وما اخرجه البخاري وغيرها، ان رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ كان يعامل الآخرين بالحسنى والتسامح والاخلاق العالية.
وتقول الروايات أن رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ في خروجه الى الحج وفي غزواته ايضاً، لم يكن يرضى بأن يكون كلاً على أصحابه، بل كان يقوم بنصيبه من العمل معهم حيث كان _صلى الله عليه وآله وسلم_ يقول: ولكني اكره ان اتميزّ عليكم فإن الله سبحانه يكره من عبده ان يراه متميزاً بين أصحابه فقام بعد ذلك فجمع الحطب.
ومن تسامحه _صلى الله عليه وآله وسلم_ انه لم يكن من طبعه محاولة الانتقام ممن اساء اليه، وكان يتجاوز عن اخطاء الآخرين، وكان يواجه اذيتهم له بالعفو والتسامح، وكان _صلى الله عليه وآله وسلم_ يصل الرحم ولا يدافع عن احد بدون مبرر شرعي ولا يسمح لاحد ان يتكلم على احد، فانه يحب ان يخرج الى الناس وهو سليم الصدر.
وعن تواضعه _صلى الله عليه وآله وسلم_ جاء في "الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي " مسنداً عن الامام الحسن _عليه السَّلام_ في حديث له عن اخلاق رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ قال: لا والله ما كان يغلق دونه الابواب، ولا يقوم دونه الحجاب ولكنه كان بارزاً، من اراد ان يلقى نبي الله لقيه، وكان يجلس بالارض ويوضع طعامه بالارض، ويلبس الغليظ، ويركب الحمار.
وفي سنن النبي للطباطبائي، مسنداً عن الامام الصادق _عليه السَّلام_ انه قال: (قال رسول الله ص): امرني ربي بسبع خصال هي: حب المساكين، والدنو منهم وان اكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله، وان اصل رحمي وان قطعني، وان أنظر الى من هو اسفل مني ولا انظر الى من هو فوقي، وان لا يأخذني في الله لومة لائم، وان اقول الحق وإن كان مرا، وان لا اسال احداً شيئا وفي مكارم الأخلاق للطبرسي، مسنداً عن الامام الصادق _عليه السَّلام_ قال: "كان رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ اذا دخل منزلاً قعد في ادنى المجلس " .
وقال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_: ان احبكم الي واقربكم مني يوم القيامة مجلساً احسنكم خلقا واشدكم تواضعاً وان ابعدكم عني يوم القيامة، الثر ثارون وهم المستكبرون.
نعم، هكذا كان رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ وان تواضعه هذا وتسامحه لم ينقص من هيبته ولا من محبته عند امته ابداً بل كان في المقام الذي هو له.
اعزاءنا المستمعين الكرام قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج (من سنن النبي الاكرم ص) من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لحسن اصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.