بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته، نرحب بحضراتكم اجمل ترحيب وانتم معنا في هذه الباقة العطرة من (سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_)، كي نهتدي جميعاً بهدى نبي الرحمة والخير، من خلال اتباع سننه وسيرته العملية الادفة لبناء الشخصية الإسلامية، نرجوا ان تتابعوا معنا.
ايها الكرام، النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ كان نبراساً يهدي الى الحق، ونوراً بدد ضلمات الجاهلية،
هداية الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ تمثلت في جوانب عدة، منها من خلال علاقته بالامة وحين تعامله معهم،
ففي هذا المجال نأخذ رواية الطبرسي في مكارم الاخلاق مسنداً عن الأمام الحسين، عن ابيه علي _عليه السَّلام_ قال: (كان رسول الله ص) يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلفهم ولا يفرقهم، ويكرم كريم كل قوم، ويحذر الناس الفتن، ويتفقد اصحابه، ويسأل الناس عمّا في الناس، فيحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه.
ويضيف الإمام الحسين _عليه السَّلام_ فيما كان يتحلّى به الرسول الكريم _صلى الله عليه وآله وسلم_ حيث ان افعاله واقواله وتقريره سنة، يضيف قائلاً: كان معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل، مخافة ان يعفلوا، افضلهم عنده أعمهم نصيحة، واعظمهم عنده منزلة احسنهم مواساة ومؤازرة.
نعم اعزاءنا، هكذا كانت سنة وسيرة الرسول الكريم في علاقته بالامة،
أما مجلس رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ ففي المصدر نفسه عن الامام الحسين، عن امير المؤمنين عليهما السلام ايضاً قال: كان رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ لا يجلس ولا يقوم الا على ذكر الله سبحانه، واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كلاً من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه ان اجداً اكرم عليه منه، من سأله حاجة لم يردّه إلا بها، او بميسور من القول، كان لهم اباً وصاروا عنده في الحقّ سواء.
وكان مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وامانة، ولا ترفع فيه الاصوات.
في نهاية هذا اللقاء من برنامج (من سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_) قدم لحضراتكم من اذاعة طهران الجمهورية الاسلامية في ايران نشكر لكم حسن المتابعة والسلام عليكم.