بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وعلى آله الطاهرين، ونحن نقف على سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_ معزين انفسنا والعالم الاسلامي بذكرى رحيل حبيب الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ حيث فقدت البشرية فيها المبعوث رحمة للعالمين،
نتابع مع سنن النبي الاكرم _صلى الله عليه وآله وسلم_ بعد قليل.
قال تعالى في محكم كتابه الكريم: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " (سورة الجمعة۲)
السنة النبوية الشريفة اعتبرها القرآن الكريم ثاني مصدر للتشريع الرباني تالياً للقرآن، باعتبار النبي الكريم _صلى الله عليه وآله وسلم_ مفسراً للذكر الحكيم، واسوة حسنة يقتدى بها، وعلى الناس ان يأخذو بأوامره وينتهوا عن نواهيه.
ولكن السنة النبوية –وللاسف- لقيت بعد عصر الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ وضعاً سيئا حيث منع تدوين حديث الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ حتى حر أيضاً ما دونه من قبل البعض بحجة الحرص على القرآن الكريم وبحجة ان تدوين السنة والاهتمام بها سيؤدي بالتدريج الى الغفلة عن القرآن او الى ضياعه من حيث التباسه بالحديث.
ولكن اهل البيت واتباعهم وكثيراً من المسلمين قد تعاملوا مع سنة الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ التعامل اللائق بها من الاحترام والتقديس مستلهمين ذلك من القرآن الكريم ومن هنا اخذوا يتداولونها حفظاً وتحديثاً وتدوبناً وتطبيقاً بالرغم من الحضر الرسمي للتدوين.
ايها الاكارم اول من بادر الى تدوين السنة واعتنى بها اشد الاعتناء هو ربيب الرسول _صلى الله عليه وآله وسلم_ ووصيه الإمام علي بن ابي طالب _عليه السَّلام_ قال:
"وقد كنت ادخل على رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ كل يوم وكل ليلة ادور معه حيثما دار، وقد علم اصحاب رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ انه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، وكنت اذا سالته اجابني واذا سكت وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ آية من القرآن الكريم الا اقرانيها واملاها عليّ فكتبتها بخطى وعلمني تاويلها وتفسيرها، وما ترك شيئاً علّمه الله تعالى من حلال ولا حرام ولا امر ولا نهي كان او يكون منزلاً على احد قبله من طاعة او معصية إلا علمنيه وحفظته فلم انس حرفاً واحداً"
هذا هو دور الامام علي _عليه السَّلام_ واهل بيته من السنة الشريفة اما الموقف الحكومي الرسمي آنذاك اي بعد رحلة الرسول الكريم _صلى الله عليه وآله وسلم_ فقد استمر على حضر تدوين السنة ما لا يقل عن قرن واحد حيث ترك آثاراً سلبية وادى الى ضياع كثير منها، وفتح الباب امام تسرّب الاسرائيليات الى مصادر الثقافة عند المسلمين.
ولكن اهل البيت _عليه السَّلام_ قد وقفوا امام هذه التيارات الجارفة بكل حزم، واستطاعوا ان نحفضوا السنة الشريفة من الضياع عند المؤمنين من خلال توجيهاتهم، وحسب ما تقتضيه امامتهم وخلافتهم الشرعية، فان اولى مهام الامام والخليفة المنصوص هو حفظ الشريعة ونصوصها من الضياع.
من هنا لزم على الباحث عن السنة النبوية الرجوع الى مصادر السنة عند اهل البيت _عليه السَّلام_ واتباعهم والمخلصين فانهم ادرى بما في البيت.
اعزاءنا الكرام قدمنا لحضراتكم اشارات الى السنة النبوية الشريفة، شكراً والسلام.
*******