هذا وقال نائب رئيس وفد صنعاء المفاوض جلال رويشان إن إعلان الإمارات سحبها قواتها يرمي لتسهيل وجودٍ دولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، معتبرا أن إنشاء ما يسمى قيادة العمليات المشتركة بالساحل الغربي يأتي في هذا الإطار.
واضاف الرويشان أن الرئيس الأميركي يسعى لابتزاز السعودية والإمارات بذريعة الحماية.
ويمكن تلمس عدد من الخطوات والإجراءات التي ظهرت ميدانيا أو سياسيا منذ الكشف عن الخطوة الإماراتية من أهمها:
1- جاءت أولى تداعيات هذا الانسحاب على شكل تحركات عسكرية سعودية في ميادين القتال، حيث قالت مصادر عسكرية وحكومية يمنية إن ضباطا سعوديين تسلموا قيادة القواعد العسكرية في ميناءي المخا والخوخة، اللذين كانت تستخدمهما الإمارات في حملتها العسكرية للسيطرة على الحديدة.
وأضافت المصادر أن السعودية اتخذت هذه الإجراءات لتأمين الميناءين الإستراتيجيين بعد أن خفضت الإمارات وجودها العسكري فيهما بشكل كبير.
2- أرسلت الرياض -وفقا للمصادر ذاتها- عددا غير محدد من القوات إلى العاصمة المؤقتة عدن التي تضم أحد أهم موانئ البلاد، وتنتشر فيها قوات موالية للإمارات.
3- أضافت المصادر ذاتها أن السعودية أرسلت أيضا قوات إلى جزيرة بريم الصغيرة في مضيق باب المندب.
4- نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة من القرار الإماراتي، لكن مسؤولا بالسفارة السعودية في واشنطن نفى للصحيفة أن يكون قادة السعودية غير راضين عن الخطوة الإماراتية، وإن كان اعترف ضمنيا بالانسحاب معتبرا إياه أسلوبا يحدث أثناء العمليات العسكرية بتنسيق بين قوات التحالف.
5- ذكرت الصحيفة أيضا أن مسؤولين بالديوان الملكي السعودي تدخلوا شخصيا لمحاولة ثني الإماراتيين عن الانسحاب من اليمن، وهو ما يؤشر إلى أن الخطوة الإماراتية لم تكن برضى وتنسيق مع الحليف السعودي.
وبالإضافة إلى تداعيات الانسحاب الإماراتي، تواجه السعودية إشكالات وتعقيدات أخرى، من بينها الغضب الشعبي على قواتها في أكثر من مدينة يمنية.
وذكرت مصادر محلية اليوم أن قوات تشرف عليها السعودية أطلقت النار في الهواء في محاولة لتفريق محتجين تظاهروا أمام معسكر للقوات السعودية في مديرية حصوين بمحافظة المهرة شرقي اليمن.
وكان الآلاف من أهالي محافظة المهرة قد نفذوا وقفات احتجاجية أمام عدد من المعسكرات السعودية المستحدثة مؤخرا بالمحافظة. حيث نفذت الوقفات أمام المعسكرات في كل من لوسيك بمدينة الغيظة ومعسكر سيحوت ومعسكر رخوات بمديرية المسيلة ومعسكر حصوين ومعسكر ميناء نشطون.
ورفع المحتجون لافتات تطالب برحيل القوات السعودية، وطالبوا بسرعة إقالة محافظ المدينة وتقديمه للمحاكمة.
ولاحقا ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الإمارات تسحب قواتها من اليمن بوتيرة سريعة بعد تيقنها من أن الحرب الطاحنة التي حولت اليمن إلى كارثة إنسانية لا يمكن كسبها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على التفاصيل قولهم إن خفضا في عدد القوات الإماراتية قد حدث بالفعل، مدفوعا برغبة الخروج من حرب مكلفة للغاية حتى لو أغضب ذلك حلفاءهم السعوديين.
وأكدت أن الإماراتيين تجنبوا الإعلان عن خطوة الانسحاب علنا للتخفيف من انزعاج نظرائهم السعوديين، غير أن دبلوماسيين غربيين أشاروا إلى أن السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة نتيجة القرار الإماراتي، وأن كبار المسؤولين في الديوان الملكي السعودي حاولوا ثني المسؤولين الإماراتيين عن خطوة الانسحاب.
وتعيد التطورات الجديدة في اليمن إلى الأذهان الخسائر الباهظة للسعودية في اليمن، حيث تستعين الرياض بعشرات الآلاف من القوات السودانية والمرتزقة ومجندين يمنيين، 40% منهم أطفال حسب تقارير.
كما دعمت السعودية حملتها العسكرية في اليمن بـ30 طائرة أباتشي ومدرعات أميركية متطورة في قاعدة العند الجوية ومأرب.
وبحسب تقارير، تتكبد السعودية في عملياتها العسكرية في اليمن خسائر تقدر بـ200 مليون دولار يوميا على الأقل.
كما وصل عدد القتلى من الجنود السعوديين إلى أكثر من 3 آلاف حسب الإحصائيات الرسمية.