نقل المرحوم الاستاذ جلال همائي القصة التالية: كنت مع آية الله الحاج الشيخ هاشم القزويني وهو من كبار اساتذة الحوزة العلمية بمدينة مشهد، ندرس ايام شبابنا في في اصفهان. ذات مرة كنا نتباحث الدرس، واذا بالشيخ قد ساء حاله فافترش الارض مغمياً عليه، فسارعت اطلب له طبيباً، ولما حضر الطبيب وفحصه امر بإعطائه ماءً محلى بالسكر، شرب قليلاً منه وفتح عينيه. فجلس وفتح كتابه مباشرة وهو يسألني اين وصل بنا الحديث؟ وكأنه لم يحدث له طاريء! والجدير بالذكر ان الطبيب اشار الي من خارج الحجرة، فذهبت اليه، فقال لي: «ان اغماء الشيخ كان بسبب شدة الجوع ناوله طعاماً في اسرع وقت».
يضيف الاستاذ همائي: ولما حققت في أمره، علمت انه لم يتذوق طعاماً لمدة يومين. وذلك لشدة فقره وتعففه وعدم اخباره احداً عن حاله وجوعه.
*******
كان في عصر المرجع الكبير آية الله المجاهد الشيخ الآخوند الخراساني صاحب (الكفاية) شخص يلبس زي العلماء ولم يكن ملتزماً بـ (التقوى) وبعد مدة خلع الزي وانضم الى خدمة احد الحكام الظالمين. فسمع ان الشيخ الخراساني قال عنه: انه فاسق فجاء الى الشيخ معترضاً هل انت قلت عني بأني فاسق؟!
فقال له الشيخ: لا وانما قلت: ان فسقك اصبح ظاهراً!
نقل الآخوند ملا علي الهمداني رحمه الله: أن عالماً كان متصدياً في احدى القرى للانشطة الدينية كصلاة الجماعة وتبليغ الاحكام الشرعية. وكان في تلك القرية اقطاعي يخاف ذلك العالم، لذلك اخذ يرسل اليه سنوياً مقداراً من الشعير لإطعام حماره، ليدفع عن نفسه تقريع العالم ويكسبه الى جانبه فيذكره في المجالس بالخير والصلاح.
الا ان العالم تنبه جيداً الى ما يرمي اليه الاقطاعي ورأى ان الشعير أصبح حاجزاً للامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لذلك قرر ان يبيع حماره كي يستغني عن شعير الرجل.
*******
اعتكف العالم الكبير المرحوم الشيخ احمد الشيرازي لتأليف كتاب حول اثبات وجود الله تعالى.
وكان له ولد عمره سبع سنوات، وذات يوم سأل اباه عن سبب عكوفه على الكتابة والمطالعة بهذه الدرجة من الاهتمام والانقطاع عمن حوله؟ الا ان الشيخ لم يجبه، ظناً بأن ولده في هذا العمر لا يستوعب الموضوع، فلا داعي الى الاجابة على سؤاله وصرف الوقت معه!
ولكن الولد لم يترك اباه، فاعاد عليه السؤال، فاضطر ابوه الى القول: انني يا ولدي اسعى الى تأليف كتاب حول اثبات وجود الله تعالى.
فقال الولد على البداهة «افي الله شك فاطر السماوات والارض» سبحان الله ان البعرة تدل على البعير، واثار القدم تدل على المسير، فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة، كيف لا تدل على اللطيف الخبير.
*******