نقل آية الله الهمداني "طاب ثراه" الحادثة التالية قال: كان المرحوم آية الله الشيخ محسن الاراكي عالماً ذا منزلة رفيعة في مدينة آراك الايرانية وما كان يلقي درسه في تفسير القرآن الا بعد تحضيره بشكل جيد بالمطالعة في كتاب "مجمع البيان في تفسير القرآن".
فذات ليلة كان يطالع هذه الآية الكريمة "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات" فوقعت عينه على حديث نبوي مضمونه هو ان من اداركه الموت وهو يطلب العلم الالهي كانت درجته تلي مراتب الانبياء مباشرة.
يقول الشيخ محسن الاراكي رحمه الله فشق علي قبول هذا الحديث اذ كيف يمكن ان تكون بين طالب العلم ومقام الانبياء درجة واحدة؟
ثم نظرت في سند الحديث واذا به حديث مرسل "يعني رواته محذوفون من السند" وهذا ساعدني على رد الحديث، وعدم الاعتماد عليه؟
بهذا الاستنتاج اغلقت الكتاب وغلبني النوم، وفي الغد عندما جئت الى المدرسة لالقاء البحث على الطلبة، رأيت رجلاً سوياً من الناس دخل بين الطلبة وانا في بداية القاء الدرس، فسلم وقال: يا سماحة الشيخ عندي معك كلام؟ ظننته ذا حاجة يمكنني قضاؤها له بعد انتهاء الدرس، فلا داعي الى ان اقطع البحث لذلك قلت له: استرخ في تلك الحجرة فسوف آتيك بعد الدرس.
قال الرجل: يا سماحة الشيخ، انني البارحة رأيت رسول الله(ص) في المنام وقال لي: اذهب غداً الى المدرسة وقل لفلان "الشيخ محسن" ان الحديث الذي قرأته البارحة وشككت في فحواه صادر عني فلا تشك في صحته!!
ما اكرمك يا محمد، صلى عليك مليك السماء يا محمد يا اول من سمي باحمد.
*******
يذكر ان آية الله السيد محمد باقر الدرجئي كان آية في العلم والورع والتقوى والبساطة وصفاء الروح وعدم الاكتراث بالامور الدنيوية يقول احد تلامذته دعاه احد التجار الاثرياء مع عدد من العلماء والطلبة، ومد مائدة وسيعة انيقة، عليها انواع الاطعمة اللذيذة، ولكن السيد كعادته اكتفى بتناول شيء قليل منها ثم بعد الانتهاء وغسل الايدي، قدم صاحب الدعوة للسيد ورقة وطلب منه كتابة كلمة فيها تأييد له في امر ما.
فعرف السيد رحمه الله ان هذه الوليمة كانت مقدمة لامضاء الورقة وما يدعم للرجل الثري موقفه في مخاصمته مع شخص آخر. ففيها اذن شبهة الرشوة. من هنا تغير لون السيد وارتعدت فرائضه وقال: أي اساءة اسأتها اليك حتى وضعت هذا الزقوم في حلقي؟ لماذا لم تأت بهذه الورقة قبل الاكل حتى لا الوث نفسي بهذا الطعام؟ ثم نهض مسرعاً ومضطرباً وخرج الى المدرسة وجلس عند الحديقة المقابلة لحجرته فوضع اصبعه في فمه حتى استفرغ ما اكله، بعد ذلك تنفس الصعداء، وهذا كان ديدنه عند كل مناسبة يشعر فيها ان اللقمة التي اكلها مشتبهة بميكروب الحرام.
*******