ها هي طهران تلبس وعودها حلة التطبيق.. فهي لم تتأخر عن تخليها من التزاماتها النووية ساعة واحدة.
ففور انتهاء المهلة التي أمهلتها لشركائها في الاتفاق النووي أعلنت أن أجهزة الطرد المركزي ستدور من الآن فصاعدا على مرام طهران، وأنها لم تعد ملتزمة في نسبة تخصيب في برنامجها النووي.
وصرح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في المؤتمر الصحفي المشترك مع عراقجي: "قررنا رفع مستوى التخصيب إلى نسب مختلفة وحسب الحاجة في الخطوة الثانية من تخفيض تعهداتنا.. ومستوى التخصيب سيتجاوز عملياً يوم غد الحد المتفق عليه في الاتفاق النووي وهو 3.67 بالمئة."
وأعلنت طهران عن اجتماع وزاري حول الاتفاق النووي من المتوقع أن يعقد في الشهر الجاري مؤكدة أنها لا تريد زيارات تمثيلية.
ورغم أنها جددت قولها بأنها ستهزم الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها ضد إيران أعلنت أن بإمكان أميركا المشاركة بالمفاوضات شريطة رفع إجراءات الحظر ضد إيران.
وصرح مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قائلاً: "خطواتنا تعطي مهلة ستين يوما للأطراف الأخرى لإيجاد حلول.. ما نقوم به من خفض التعهدات يأتي في إطار الاتفاق النووي، و المسار الدبلوماسي مازال مفتوحا.. لكن المهم تلبية مطالبنا، خاصة فيما يتعلق ببيع النفط واستلام العوائد."
وأوضح عراقجي أن طهران غيرت في لهجتها، فبعد حرصها على الوفاء بالالتزاماتها، الأمر الذي أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ15 تقريرا، فهي تغير اليوم في نبرتها.. نبرة نجمت عن عجز الشركاء لاسيما الأوروبيون منهم في تحقيق تعهداتهم المالية تجاه إيران.. فيما بقيت الالتزامات حبرا على ورق وتصريحات إعلامية ليس إلا.
الخطوات الأوروبية نحو تنفيذ الالتزامات المالية تجاه إيران والتي كانت أبرزها تفعيل الآلية المالية المسماة بـ"إينستكس" وصفت في طهران بالغيركافية طالما لم تشمل بيع النفط.
فهل تستطيع أوروبا من تحقيق المطالب الإيرانية والتي شملت قطاعي النفط والمصارف في الستين يوما الثانية؟.. أم سيسير الاتفاق النووي نحو مصير مجهول؟
للمزيد إليكم الفيديو المرفق