ويتزامن هذا الاسبوع مع عدد من الجرائم التي ارتكبتها اميركا بشكل مباشر او بواسطة ضد الشعب الايراني، ومن أبشع هذه الجرائم جريمة إسقاط طائرة ايرباص الايرانية لنقل الركاب في الايرانية في الرحلة 655 بتاريخ 3 تموز/يوليو 1988، قبيل انتهاء حرب صدام على ايران بدعم اميركي والتي استمرت ثماني سنوات من 1980 الى 1988. تلك الجريمة راح ضحيتها 290 شهيدا، من بينهم عدد من النساء والاطفال، بصاروخ اطلقته بارجة فينسينس الاميركية، والمخزي ان قائد البارجة حصل على وسام بعد اشهر من ذلك على فعلته القبيحة.
ولا نجانب الحقيقة ان قلنا انه لم توجد دولة على مر التاريخ لها هذا السجل المليء بانتهاكات لحقوق الانسان، وبالجرائم التي قد تبدو جرائم المغول والتتار وجرائم هتلر متضائلة امامها، مثلما لأميركا من سجل لعله بحاجة الى مئات المجلدات لتوثيقه.
بالطبع ماذا نقول عن دولة تأسست على عظام ودماء وأشلاء السكان المحليين لأميركا؟ إذ مارست العصابات القادمة من اوروبا في نهايات العصور الوسطى وبدايات العصر الحديث، جرائم إبادة بحق الهنود الحمر، والباقون حصرتهم في كانتونات ومخيمات، الا ان تم دمجهم في المجتمع الاميركي المستعمر. فماذا نتوقع من هكذا دولة كانت انطلاقتها بارتكاب افظع الجرائم، فيبدو امرا عاديا بالنسبة لها ان تواصل جرائمها بنحو او بآخر.
ولا يمكننا بطبيعة الحال استقصاء كل جرائم اميركا وانتهاكاتها لحقوق الانسان، ولكن نكتفي ببعض النماذج، فعلى سبيل المثال، الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل النووية ضد المدنيين، هي أميركا، التي القت قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في نهايات الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتهما مئات الآلاف من البشر، عدا التشوهات الخلقية التي مازالت تحدث لدى السكان في منطقة التفجير.. والآن تمتلك اميركا اكبر ترسانة نووية في العالم، قادرة على إفناء البشرية عدة مرات. فهل بعد هذا إجرام؟
ومن الامثلة الاخرى جرائمها بحق زنوج افريقيا، اذ زجت بالملايين منهم واستعبدتهم وعاملتهم معاملة أخس من الحيوانات، الى ان اضطرت اميركا الى الغاء الرق. ولكن ظل التمييز العنصري مستمرا فيها حتى الخمسينيات من القرن الماضي على اقل التقادير، هذا على الصعيد الرسمي، ولكن كممارسات وخاصة من قبل الشرطة، بات السود الاكثر عرضة لحوادث اطلاق النار العشوائية من قبل رجال الشرطة، دون ان ينال الفاعلون العقاب العادل.
ومن سخريات القدر، ان الدولة الاكثر إجراما وانتهاكا لحقوق الانسان، هي الاكثر حديثا وتشدقا بهذا الموضوع، ويبدو ان هذا الامر ناتج من عدة امور، منها انها تريد حرف الانظار عن سجلها المخزي في هذا المجال. والامر الآخر وهو الاقوى احتمالا، انها تستغل حقوق الإنسان لتحقيق اهداف ومآرب سياسية. فتراها تنتقد بعض الدول وتهول الحالات الانسانية لديها، وتغض الطرف عن دول اخرى لديها اضعاف مضاعفة من انتهاكات حقوق الانسان، كصمتها عن انتهاكات السعودية بل ودعمها في جرائمها مثلما تدعم نظام آل سعود في حربه العدوانية على اليمن.
والسؤال هو: ماذا ينبغي ان نفعل امام هذا السجل الاجرامي؟ مع العلم ان اميركا وحلفائها يملكون امبراطورية اعلامية بمقدورها ان تحول الابيض اسود وتقلب الحقائق.. الحل هو ما باتت الجمهورية الاسلامية الايرانية تتبناه وتعمل به، من عقد المؤتمرات والملتقيات المحلية والدولية لفضح هذه الجرائم، واستخدام الطاقات الاعلامية والتقنيات المتاحة كالانترنت ومنصات التواصل لنشر السجل الاجرامي لأميركا، وسيأتي اليوم الذي تنهض فيه شعوب العالم الحرة ضد اميركا وتسقطها من عليائها، وما ذلك على الله ببعيد.