بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي الأفاضل في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتنا القلبية الخالصة نبعثها اليكم ونحن نستضيفكم بين رحاب محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا حيث سنكمل حديثنا الذي إبتدأناه في الحلقة الماضية حول أكثر المناطق في العالم غرابة وإثارة بالدهشة ألا وهي منطقة مثلث برمودا او بحر الشيطان، ندعوكم أيها الأخوة والأخوات لأن تكونوا معنا.
أعزاءنا كنا نتحدث في الحلقة السابقة عن مسلسل الحوادث الغريبة المتمثلة بإختفاء سفن الأشباح في منطقة مثلث برمودا وفي هذه الحلقة سنحلق من البحر الى الجو لنتحدث عن أغرب حوادث الإختفاء التي جرت حتى اليوم فيما يسمى ببحر الشيطان ألا وهي حادثة إختفاء سرب كامل من الطائرات عرف بإسم السرب تسعة عشر. ترى ماهي قصة هذا السرب الذي سميت هذه المنطقة بإسمه؟ لأن طائراته الخمس كانت تحلق فوق هذه المنطقة على شكل مثلث، القصة تقول إن خمس طائرات حربية أقلعت في التاسع من كانون الأول من عام ۱۹٤٥ من احدى قواعد مدينة فلوريدا وعدد طاقمه خمسة طيارين وثمانية مساعدين وذلك في الساعة الثانية بعد الظهر وبعد عشر دقائق كانت كلها في الجو على شكل مثلث. كان قائد هذا السرب هو الضابط الطيار تشارلز تلور الذي كان يمثل رأس المثلث بطيارته وحتى اليوم لايعلم أحد سر إختفاء هذه الطيارات الخمس بالرغم من أن ظروف الجو كانت مناسبة للطيران في ذلك اليوم ورغم إقلاع أكثر من طائرة للبحث عن هذا السرب إلا انه لم تظهر لهم أي نتيجة. وقد بدأت قصة إختفاء هذا السرب عند الساعة الثالثة وخمسة عشر دقيقة وأثناء إنتظار القاعدة رسالة لاسلكية من قائد السرب لتحديد ميعاد الهبوط وتلقيه لتعليمات الهبوط، استلمت القاعدة رسالة غريبة من قائد السرب الملازم تشارلز تلور وكانت الرسالة كالتالي: القائد ينادي القاعدة: نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خرجنا عن خط السير تماماً ولاأستطيع رؤية الأرض.
القاعدة: حدد مكانك بالضبط!!
القائد: لاأستطيع تحديد المكان ولاحتى اين نحن، اعتقد أننا في الفضاء!!
القاعدة: استمر في الاتجاه نحو الغرب
القائد: لاأدري في أي اتجاه يوجد الغرب، كل شيء أمامي غريب ومشوش!
نعم أعزائي الأفاضل إنقطعت بعد تلك الرسالة سبل الاتصال مع السرب تسعة عشر رغم أن القاعدة استطاعت سماع بعض الرسائل الموجهة بين طائرات السرب وكانت بعض هذه الرسائل تشير الى نفاد الوقود كما كانت بعض الرسائل تشير الى دهشة الطيارين من قراءة البوصلة التي كانت تشير الى الاتجاه والمكان بطريقة غير مفهومة. بعد ذلك بدأت وحدات الإغاثة تنطلق للبحث عن السرب تسعة عشر وفي مقدمتها الطائرة الضخمة مارتي مارنز والمكون طاقمها من ثلاثين شخصاً، وفي الساعة الرابعة بعد الظهر عاد الاتصال بين القاعدة والسرب تسعة عشر وأرسل قائد السرب هذه الرسالة: لاندري اين نحن، اعتقد أننا نطير على مسافة مئتين وخمسة وعشرين ميلاً شمال شرق القاعدة وأعتقد أننا فوق خليج المكسيك. بعد ذاك بدأ الاتصال يضعف الى أن إنقطع وكانت آخر رسالة تلقتها القاعدة من قائد السرب تسعة عشر تقول: إننا نطير فوق مياه بيضاء، أعتقد أننا فقدنا تماماً.
مع حلول الفجر خرجت أكبر قوة للبحث في التاريخ تضم ثلاثمئة طائرة وعدداً من القوارب والغواصات ورغم البحث المستمر يوماً بعد آخر لم يظهر السرب إلا طائرة الاغاثة التي انفجرت في الجو بعد ثلاث وعشرين ثانية من الإقلاع حيث شوهد الانفجار في القاعدة وبعد ذلك كانت المفاجئة اذ أرسل قائد السرب تسعة عشر رسالة الى القاعدة ولكنها لم تكن مفهومة، الغريب في الأمر هو مرور وقت كبير على إختفاء الطائرة وكانت دهشة المسؤولين في القاعدة كبيرة حيث من المفترض نفاد الوقود من السرب منذ فترة طويلة ولكن ترى ماهو السر في ذلك؟
بقي موقع تحطم الرحلة تسعة عشر لغزاً حتى العام ۱۹۹۱ وفي خلال شهر مايو / أيار من عام ۱۹۹۱ وجدت شركة إنقاذ تبحث عن سفن شراعية اسبانية بقايا خمس قاذفات قنابل زرقاء داكنة يعتقد بأنها طائرات الرحلة تسع عشر، احدى الطائرات المكتشفة كانت تحمل الرقم ثمانية وعشرين على جانبها وهو نفس رقم طائرة تايلر غير أن شركة الانقاذ راجعت لاحقاً عن الاكتشاف وأعلنت بأن الحطام ليس للرحلة رقم تسعة عشر.
أحييكم من جديد مستمعينا الأفاضل وأنتم تستمعون الى برنامجكم حكايا وخفايا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونتابع معاً خفايا بحر الشيطان او مثلث برمودا. أعزائي إتفق جميع الناجين من حوادث مثلث برمودا سواء في الطائرات او السفن او الزوارق او اليخوت والمراكب الصغيرة على الأقوال الآتية: حدوث إرتجاج كبير في الطائرة لمدة ربع الساعة ظلت فيها الطائرة تعلو وتهبط. كانت هناك دوامة بحرية هائلة وضباب كثيف لف السفن رغم أن الوقت كان ظهراً والسماء صافية والطقس جميلاً. كنا في منطقة فوق سطح الماء عمقها ستمئة قامة والبوصلة كانت تدور بعكس عقارب الساعة وكانت الضوضاء شديدة وفجأة بدا وكأن الماء يندفع في كل إتجاه حتى لم نعد نعرف اين الأفق اذ إختلطت السماء مع مياه البحر وتوقفت المولدات وإزداد هياج البحر، وبدا لنا وكأن شيئاً يحاول جرنا للخلف، كان حبل القطر مشدوداً تماماً ونحن نجر باخرة غارقة فيها بقع البترول رغم أن سفينتنا كانت بقوة ألفي حصان وطولها خمسون متراً كما كان طول باخرة الشحن مئتي وثمانين متراً ووزنها آلاف الأطنان مع ذلك إختفت باخرة الشحن فجأة وإنقطع الحبل الذي يربطها بسفينتنا، كان لون الماء حليبياً وشاهدنا انوراً غريبة في الجو والبحر. كانت الأجنحة تتلون بالأخضر رغم أنها مطلية بلون فاتح والبوصلة تدور ببطئ. وبعد أن كان مؤشر الوقود يشير الى النصف أصبح يشير الى الإمتلاء والمقود الآلي جذب الطائرة لأقصى اليمين واستعمل عندها القائد المقود اليدوي، توهجت الطائرة، كان الوهج قوياً الى حد يبهر البصر. لم نتمكن من رؤية النجوم رغم أن الوقت كان ليلاً، تعاظم الوهج لدقائق ثم أخذ يخبو بالتدريج وعادت الآلات للعمل. إرتفع الماء من المحيط بشكل دائري كما لو أنه نتج عن إنفجار نووي بقطر قدر بنصف ميل وارتفاع كبير ولم يسجل في ذلك الوقت أي زلازال او هزة ارضية في المنطقة. بدت ثلاثة أجسام مضيئة تتحرك وتختفي في منطقة مظلمة من البحر وشوهدت انوار ساطعة تتحرك وتمسح سطح المياه.
أعزاءنا المستمعين ترى كل تلك الأحداث كانت دون تفسير؟ لابد وأن يكون هناك تفسير واحد دقيق ولأن حوادث الإختفاء كانت غريبة ومذهلة احياناً فإن تفسير أسبابها كان أحياناً غريباً وغير مقنع الى حد أن البعض حاول أن يفسر كل تلك الحوادث التي رافقتها بعض من الظواهر الغريبة بوجود كائنات فضائية متطورة مستقرة في تلك المنطقة. كما حاول البعض تقديم تفسيرات علمية منها وجود تيارات بحرية في تلك المنطقة تبلغ سرعتها تسعة اميال في الساعة. وذهب البعض من العلماء والباحثين الى تفسير كل تلك الحوادث الغريبة بتخلخل الجاذبية وإضطرابها في تلك المنطقة من الكرة الأرضية، الى غيرها من التفسيرات التي لانعلم مدى صحتها وواقعيتها لكننا نعلم أن الانسان لابد أن يتوصل في يوم من الأيام الى تفسير مقنع لكل تلك الحوادث التي توالت في منطقة مثلث برمودا او بحر الشيطان على مر التاريخ.
أعزائي الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعت الى برنامج حكايا وخفايا شكراً لكم الى اللقاء.