بسم الله الرحمن الرحيم نحييكم اجمل تحية مستمعينا الأحبة عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا حيث الخيال البشري الذي لاتحده حدود وحيث الآمال والأماني الانسانية تنعكس بوضوح فيما تمخض عنه خيال الانسان من قصص وحكايا واساطير. نحاول من خلال هذا البرنامج إستشراف أسرارها وخفاياها ندعوكم أيها الأخوة والأخوات الى ما إخترناه لكم في محطتنا لهذا الأسبوع.
أعزاءنا حكايتنا لهذا الأسبوع هي من جملة الحكايات الأسطورية التي تمخض عنها خيال الانسان الأوربي في العصور الوسطى، عصور الجن والساحرات والغيلان التي امتلأت بها ذاكرة هذا الانسان في تلك الفترة وتحولت الى قصص وحكايا ممتعة وشيقة كهذه الحكاية التي سنتوقف عندها في هذه الحلقة والحلقة القادمة بإذن الله ألا وهي حكاية الفتى الطموح والحالم بالثراء جاك وشجرة الفاصولياء وهي حكاية شهيرة شكلت مادة خصبة للكثير من الأعمال الفنية من مسلسلات وتمثيليات وأفلام سينمائية ومسرحيات وأفلام متحركة، فلنتابع معاً أعزتنا المستمعين تفاصيل أحداث هذه الأسطورة لكن بعد الفاصل.
مستمعينا مستمعاتنا يحكى أن أرملة كان لديها ولد وحيد اسمه جاك وبقرة اسمها ميلكي وايت وكانا يعيشان من حليب هذه البقرة الذي يبيعونه في السوق كل صباح ومن ثم يشترون حاجياتهم بثمنه، لكن في أحد الصباحات لم تدر البقرة حليباً. ترى ماذا سيفعلان لتوفير قوت يومهما؟ وبعد تفكير قررا بيع البقرة فجلب جاك البقرة الى السوق ليبيعها وفي الطريق صادف شخصاً عجوزاً يشبه المهرج، بادره قائلاً: صباح الخير ياجاك.
رد عليه جاك وهو مستغرب كيف عرف اسمه، ثم سأله المهرج: الى اين أنت ذاهب ياجاك؟
أخبره جاك بأنه ذاهب للسوق ليبيع البقرة فسأله المهرج وكأنه يطرح عليه لغزاً: كيف تستطيع ياجاك أن تحمل خمس حبات فاصولياء؟
فأجابه جاك بأنه سيحمل بكل يد وواحدة في الفم.
أجابه المهرج: اوووه ذلك صحيح وهذه هي الحبات الخمس. ثم عرض عليه أنه سيشتري البقرة بخمس حبات فاصولياء.
إستغرب جاك من هذا العرض فأقنعه المهرج بأن هذه الحبات سحرية يرميها بالأرض مساءاً فيجدها في الصباح وقد تطاولت في السماء ووعده بإسترجاع البقرة منه إن لم يحدث ذلك.
هنا وافق جاك وتم التبادل بينهما ثم رجع سريعاً الى البيت فرأته أمه وتصورت أنه قد باع البقرة بثمن يكفيهما. وما لبثت أن سألته: بكم بعت البقرة ياجاك؟
أجابها جاك: ههه لايمكنك أن تخمني ياأمي
فقالت الأم وقد إزدادات فرحتها: أنت ولد شاطر ياجاك لعلك بعتها بخمس جنيهات او عشرة او خمسة عشر وربما عشرين.
أجاب جاك وهو يكشف عن الحقيقة لأمه: ألم أقل لك أنك لن تخمني بكم بعتها؟ لقد بعتها بهذه الفاصولياء السحرية تزرعينها ليلاً ....
وهنا قاطعته امه غاضبة وهي تمتدحه بقرتها التي باعها جاك بهذا الثمن البخس فزمجرت له بالكلام ثم رمت حبات الفاصولياء من النافذة وأمرته بأن ينام.
أحبتي الأفاضل تقبلوا تحياتنا من جديد عبر برنامجكم حكايا وخفايا التي يأتيكم من طهران ونواصل أسطورة جاك والفاصولياء. يقال إن جاك ذهب للنوم وهو متضايق لأنه سبب هذه المشكلة وأغضب أمه ونام ليلته وهو جائع.
وفي الصباح وبعد أن تسرب شعاع الشمس من نافذته ليشكل صباحاً جميلاً قفز جاك صوب النافذة فرأى حبات الفاصولياء وقد إمتدت سيقانها الى السماء عالياً متشابكة كأنها سلم. قفز جاك من النافذة على سيقان الفاصولياء وبدأ يتسلق ويتسلق حتى بلغ عنان السماء فمشى واستمر في المشي حتى وجد هناك فوق الغيوم قصراً عظيماً تقف عند بابه امرأة عجوز ضخمة وطويلة فخاطبها جاك بصوت عال: صباح الخير سيدتي وبكل أدب ووقار طلب منها فطوراً فقد كان جائعاً جداً لأنه لم يأكل منذ الليلة الماضية فأجابته المرأة الضخمة بلهجة إستهزاء وتهديد: أتريد فطوراً؟ ستصبح انت فطوراً إن لم تذهب من هنا في الفور، إن زوجي غول وعملاق وهو يعشق إلتهام لحوم الأولاد مثلك فمن الأفضل أن تنصرف الآن فهو سيصل قريباً. اخذ جاك يرجوها ويلتمسها قائلاً: رجاءاً سيدتي اعطيني أي شيء آكله فأنا لم أتناول شيئاً منذ الليلة الماضية، سوف اموت من الجوع.
كان في قلب المرأة شيء من الرحمة فأشفقت عليه وإستجابت لتوسلاته فسمحت له بأن يدخل المطبخ ويتناول خبزاً وجبناً وحليباً. ولم يكد جاك ينتهي من إعداد طعامه حتى سمع صوت أقدام الغول العملاق تهز البيت بأكمله ويهتز هو ايضاً من وقع أقدامه. أصاب الرعب قلب العجوز فأخذت تولول قائلة: ياإلهي ياله من خبر غير سار، ماذا سأفعل بك الآن أيها الصغير؟ تعال هنا إختبأ في الفرن ولاتخرج حتى يفطر وينام ثم اخرج هارباً.
نعم مستمعينا الأفاضل دخل العملاق البيت وجلس على طاولة الطعام ثم قال لزوجته بصوت مزمجر هادر: هات فطوري ياأمرأة فأنا اكاد أسقط من الجوع. ثم ما لبث العملاق أن أخذ يتلفت وهو يتحسس بأنفه الضخم رائحة غريبة في البيت وأخذت عيناه تجولان في أرجاء البيت وهو يهتف قائلاً: آه ه ه ما هذه الرائحة؟ إني لأشم رائحة لحم بشري ربما يكون حياً او ميتاً، لعلي أتناوله مع الخبز؟
أجابت زوجته وهي تحاول شغله عن ذلك: لا ياعزيزي أنت تحلم او ربما رائحة الولد الذي كنت تريد أن تتعشى به امس مازالت في أنفك!! دعك من ذلك فبينما ستغتسل وترتب نفسك سيكون طعامك جاهزاً.
وبينما ذهب العملاق ليغتسل قفز جاك من الفرن ليهرب لكن زوجة العملاق أخبرته أن ينتظر حتى ينام العملاق فهو من عادته أن يغفو بعد الفطور. وبعد أن تناول الغول فطوره اخرج من خزانته الكبيرة حقيبتين مليئتين بالذهب وجلس يعده حتى اخذته الغفوة وغط في نوم عميق. تسلل جاك من الفرن وهو يمشي على رؤوس أصابعه وسحب معه احدى حقيبتي الذهب وتوجه الى جذع شجرة الفاصولياء وقفز للأسفل وظل يقفز أسفلاً حتى وصل الى بيته فأخبر امه بما اتى به من الذهب وهو يذكرها بما اخبره به سابقاً بشأن الفاصولياء السحرية. فعاشا مدة من الزمن بالذهب الذي جلبه جاك من العملاق فلما أوشك أن ينتهي الذهب فكر جاك بأن يجرب حظه ثانية مع الغول العملاق علّه يأتي بمزيد من الذهب.
أعزائي سنتابع احداث هذه الحكاية لنرى هل سيوفق الفتى جاك في المرة القادمة في جلب المال؟ وهل سينجو من بطش الغول الجبار وإنتقامه؟ هذا ما سنعرفه في حلقة الأسبوع المقبل وذلك عبر القسم الثاني من هذه الأسطورة التي استمعتم اليها عبر برنامج حكايا وخفايا والذي يقدم لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حتى ذلك الحين نترككم في أمان الله والى الملتقى.