البث المباشر

أسطورة الصراع بين رستم والجني الأبيض ۳

الأحد 30 يونيو 2019 - 14:42 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم وأهلاً بكم نرحب بكم أيها الأحبة كل الترحيب في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي المتجدد حكايا وخفايا أملين أن تقضوا عبر الدقائق المخصصة للبرنامج أجمل الأوقات وأحلاها.
مستمعينا الأفاضل تركنا رستم في الحلقة السابقة وقد نجح في القضاء على ملك مازندران ومن كان يقف وراءه من مردة وشياطين وعلى رأسهم الجني الأبيض حيث تبدو هذه الحكايا وقد بلغت نهايتها ولكن الأمر لن يصل الى نهاية المطاف في الحقيقة فقد كانت هناك قوى شريرة اخرى تقف بالمرصاد لبطلنا وتحاول الإيقاع به والإنتقام منه بسبب الهزيمة الفادحة التي أوقعها بهم حيث سنتعرف معاً عن الأحداث والمغامرات التي تنتظر رستم في القسم الثالث والأخير من هذه الأسطورة. فلنتابع معاً
مستمعينا الأكارم مضت الأيام تجري وفي ذات يوم جاء الى الملك من يقول له إن حماراً وحشياً كالأسد قد إستقر في الصحراء القريبة من مرابط الخيل وراح يهاجم خيول الملك ويقضي عليها الواحدة تلوالاخر وأدرك الملك أن ذلك الحيوان لايمكن أن يكون حمار وحش فطلب من رستم أن ينطلق ويحذر الأمر ويقضي على حمار الوحش أينما كان. ركب رستم فرسه الرخش وخرج الى البرية ومكث ثلاثة أيام يدور في مروجها ومراعيها دون أن يعثر على الوحش وحلّ اليوم االرابع ولم يكد نصفه حتى ظهر الوحش وهو يقترب من مرابط الخيل وخرج رستم من مخبأه وما إن رآه حتى راح الوحش يجري هارباً وأسرع رستم خلفه ورفع رمحه ليطلقه عليه. في تلك اللحظة إختفى الوحش كأن الأرض قد إبتلعته وهنا ادرك رستم بأنه لم يكن حمار وحش قط ولكنه اكوان الجني جاء لينتقم لمن هلك من الجن في بطاح مازندران ومروجها وروابيها. وقرر رستم أحبتي الأفاضل أن لايبرح ذلك المكان وأن يظل مقيماً فيه حتى يضطر الجني للظهور من جديد ولم يمض يوم واحد حتى كان أكوان الجني قد خرج من نفس المكان الذي إختفى فيه وعندما رآه رستم إنطلق خلفه بسرعة البرق وبدأ سباق لم تشهد مثله الأرض استمر ثلاثة أيام كاملة وحينما إنتهت الأيام الثلاثة كان الجهد قد اخذ من رستم كل مأخذ وبدأ النوم يغالبه وإنحنى رستم على روضة معشبة فدخلها ونزل عن فرسه وأطلقه يرعى ثم فرش لنفسه اللبد وإتكأ هو على حافة نبع فأخذه النوم، وفي تلك اللحظة ظهر الجني واقترب منه فلما رآه نائماً لم يجرأ على الإقتراب منه ولكن الفرصة كانت سانحة ونادرة وحتى لايضيع الجني الفرصة فقد حفر الأرض من حول رستم النائم ورفع قطعة الأرض كلها في الهواء ثم راح يجري به هنا وهناك ويفكر بالطريقة التي ينتقم بها منه.
مستمعينا الأحبة مازلتم تستمعون لبرنامج حكايا وخفايا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
إستيقظ رستم فوجد نفسه على تلك الحال وندم اذ نسي نفسه فنام وراح يفكر في سبيل من الخلاص من براثن الجني وأحس الجني بحركته وعلم أنه قد إستيقظ من نومه فقال له يخاطبه: أيهما احب اليك، أن أرميك بين الجبال والتلال أم أقذف بك في أعماق المحيط؟
فكر رستم قبل أن يجيب وفي أثناء ذلك سمع صوتاً في أعماقه يقول: إن هو ألقاك في التلال والجبال الوعرة تطايرت اوصالك وتحطمت بدداً فوق الصخور والماء في هذه الحالة اهون الشرين ولكن إحذر دهاء الجني فإن قلت له إقذفني في البحر خالفك ولم يرمك إلا على الجبال والوهاد فهو سيعمل ضد رغبتك فأطلب منه عكس ما تريد.
قال رستم يخاطب أكوان الجني: إطرحني على الجبال وفي الغاب أمزق قلوب السباع وأشهدها على قوتي وجبروتي.
ضحك اكوان في سخرية وهو يقول: أما زلت تدعي الشجاعة والجبروت؟ اذن لأرمينك في مكان لاترى فيه حياً ولاميتاً وأسرع اكوان الجني الى البحر فألقى رستم فيه ثم عاد وهو ينفض يديه وكانه قد تخلص من حمل مخيف مرعب.
مستمعينا الأفاضل ولم يكد رستم يسقط في الماء حتى احاطت به وحوش البحر تريد قتله وتمزيق أوصاله فإستلّ السيف بيمينه وراح يضرب هنا وهناك بينما يده اليسرى كانت تضرب الماء لتبلغ به الشاطئ، فخرج رستم من الماء وخلع سلاحه وإغتسل ثم وضع سلاحه وعاد الى العين التي سبق ونام الى جوارها أول مرة وهنا قرر أن لايبرح المكان حتى يظهر الجني من جديد ليلقنه درساً لاينساه أبداً. وفجأة ظهر الجني وقال له: أما تزال فيك رغبة في القتال والنزال ام سئمت تلك الهزائم التي توالت عليك وتريد أن تعود مرة اخرى لتجلب لنفسك هزائم اخرى. لم يترك رستم له الفرصة ليكمل حديثه وفي لحظة إنقض رستم برمحه في قوة وإخترق قلب الجني قبل أن ينتبه لنفسه واذا به ينهار ويسقط أرضاً كأنه الجبل. ومد رستم يده بالسيف فإحتز عنقه وحمل رأسه على سنان الرمح ليدور به في كل مكان من عاصمة الملك كيكاووس وإنتصر بذلك رستم إنتصاراً نهائياً على إرادة الشر المتمثلة في الجن والمردة والشياطين وإستمر ركب الحياة في سيره.
مستمعينا الكرام برجاء أن نكون قد وفرنا لكم أطيب الأوقات وأكثرها فائدة ومتعة عبر هذه الحكاية التي إستغرقت ثلاثة أقسام وعلى أمل أن نلتقيكم عند حكاية اخرى من حكايات الشعوب إن شاء الله، نترككم في رعاية العلي القدير وتقبلوا تحيات قسم الثقافة والفن والأدب في اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وكلنا أمل في أن تتحفونا بملاحظاتكم ومقترحاتكم بشأن برنامجنا على البريد الألكتروني adabfan۹۱@yahoo.com شكراً لكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة