البث المباشر

الملك القادم من البحار الدنماركية

الأحد 30 يونيو 2019 - 13:00 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة والتي ستكون الحلقة الأخيرة من الدورة الأولى من برنامجكم حكايا وخفايا على امل أن نلتقيكم في القريب العاجل إن شاء الله عند الدور الثاني من البرنامج حاملين لكم طائفة اخرى من قصص الشعوب وحكاياها وأساطيرها.
نعم اعزائي ندعوكم الآن لمتابعتنا عبر القسم الثاني من أسطورة الملك القادم من البحار الدنماركية التي سبق وأن إستعرضنا القسم الأول منها في حلقة الأسبوع المنصرم.
مستمعينا الأفاضل إنصعق المحاربون الذين إقتحموا السفينة بدفع الفضول ليروا ما تخبأه لهم من مفاجآت حينما إكتشفوا خلو السفينة من الأعداء بل إنهم ذهلوا عندما رأوا طفلاً صغيراً الى جانب الصارية مضطجعاً فوق سجادة وثيرة وسميكة من الحرير، كان وحيداً ويكاد يكون عارياً، كانت حوله اكوام من الأشياء تبرق وكأنها غنائم مغامرة فاتنة، خناجر بقبضات من المرمر وأحجار صوان مزركشة وأسنان ذئاب ودروع ضخمة ومنحوتات من البرونز وزخارف مذهبة، قطع من الأحجار الكريمة، قبعات تبرق وعليها اجنحة من ذهب وسهام وقرون حيوان الوعل مكسوة بقشور عرق الؤلؤ والفولاذ المسنن مثل ورق الصفصاف فيما كانت الى جانبه أبواق وقرون من العاج مليئة بالمجوهرات واكواب وكؤوس وجرار منقوش عليها وعقود من الزمرد وأقمشة من الحرير.
أمام هذا الكنز ألقى المحاربون أسلحتهم جانباً وبدأوا يتأملون هذا المنظر العجيب، الطفل المضطجع على السجادة الحريرية الوثيرة فما كان منهم إلا أن إستبشروا بذلك فإعتقدوا أن الأميرة أرسلت تلك السفينة كإشارة للخير والسلام وبالزنود القوية للمحاربين الأشداء رفعوا الطفل وحملوه كشارة نصر بين الحشود المتجمهرة التي كانت تصيح مبتهجة وفي مجلس السادة النبلاء تم إعلام هذا الطفل التي أرسلته الآله ملكاً للدنمارك، الطفل الذي جاء من البحر محاطاً بالدروع لهذا سيكون بمثابة الدرع الذي سيدافع عن البلاد وتم إطلاق كلمة إسكويد أي الدرع على الطفل كإسم له.
وهكذا اعزتنا المستمعين توافقت قوة إسكويد وشجاعته ونبله أمام الشعب ولما إشتد عوده أصبح واحداً من أشجع الصيادين . وفي أحد الأيام وبينما كان خارجاً مع حشمه ضل طريقه في الغابة فهاجمه دب ضخم لكن إسكويد لم يهرب بل صارع الوحش وجهاً لوجه وهاجمه ثم ربطه بقوة وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره تقدم إسكويد الجيش وهزم الساجينيس الذين إنهزم قائدهم في ميدان المعركة وتزوج إسكويد فيما بعد من إبنة ملك المهزومين وكان طوال حياته مثالاً للنبل، طيباً شديد البأس على الأعداء ورحيماً وكريماً على رعيته، كانت أحكامه قويمة صارمة يساوي فيها بين القوي وبين الضعيف والمسكين، لقد خصص حياته الطويلة لخدمة بلاده.
وعندما تقدم العمر بإسكويد وشعر بأن حياته بدأت تنتهي إستدعى نبلاء مجلسه وقال لهم: أنظروا يا أبنائي عندمل تغلق عيناي والى الأبد خذوا جسمي الى شاطئ البحر فهناك عند لسان الخليج لايزال المركب راسياً، المركب الذي أحضرني وانا طفل ضعوني فيه وأنصبوا الأشرعة وأتركوه للبحر وللرياح، أريد أن أرحل كما جئت، لقد أتممت مهمتي عندما حوّلت هذا البلد اليائس والمنقسم الى بلد سعيد موحد. وهكذا أسلم الملك إسكويد الروح لبارئها وكفن جسده بثياب ثمينة ومعطرة ووضعوا له إكليلاً وفي الخصر السيف المظفر الذي خاض به الحروب ثم رفعه رجاله المحاربون بزهو بين الحشود التي كانت تبكي ملكها وأخذوه الى البحر، الى السفينة وأشرعتها القرمزية والقبعة المزخرفة والبراقة.
هناك بالقرب من الصانية وضعوا جسم الملك الحكيم وجاء الناس من كل حدب وصوب، من القرى والبلدات يحملون الهدايا الثمينة، نساءاً ومحاربين، نبلاء وأناس بسطاء وفقراء، كل أحضر أغلى ما عنده من ثروات ومما يحتفظون به من الأسلحة الفاخرة التي غنموها في المعارك ومن العقود والخواتم ومن الأحجار الكريمة ومن صناديق وخزانات مليئة بالحلي وقطع النقود الذهبية وقبعات ودروع وفؤوس وأبواق وقرون من الياقوت وكؤوس كبيرة وصوان من الفضة مليئة بالأحجار الكريمة وكل نفيس. لقد جمعوا كنزاً حول جثمان الملك ووضعوا في يده سهم الحرب ونحن رأسه حزمة من السنابل التي تم قطعها حديثاً.
كان الشعب كله ينظر واجواء الفجيعة والأسى تخيم على المجموعة اللائذة بالصمت، وأخيراً تم حل الشراع القرمزي اللون فيما دفعت آلاف الزنود القوية السفينة الراسية على الرمال ورويداً رويداً بدأت الأمواج تهزها وتبعدها عن الشاطئ وعند الفجر المعتم بالضباب أبحرت السفينة الجبارة سفينة الملك إسكويد وراحت تتجه مثل الظلال بإتجاه البحار المجهولة حيث كانت الآلهة قد أرسلتها وإختفت في الأفق مغطاة بضباب كثيف.
في الختام نشكركم أعزائي المستمعين على حسن المتابعة لبرنامج حكايا وخفايا على أمل أن نلتقيكم عند الدورة الجديدة من هذا البرنامج حيث سنستعرض عليكم المزيد من القصص والحكايات والأساطير. نستودعكم العلي القدير وكلنا امل أن قضيتم عبر حلقات البرنامج السابقة أوقاتاً حافلة بالمتعة والفائدة. إن شاء الله أعزائي الكرام راجين منكم أن تترقبوا البرنامج في حلته الجديدة بإذنه تعالى. تقبلوا تحيات قسم الثقافة والأدب والفن من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة