بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الكرام ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم وأهلاً بكم في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي الذي نطوف من خلاله عبر العالم والتاريخ لنحتار لكم أجمل الحكايا وأروع القصص والأساطير. رافقونا أيها الأحبة عند حكاية جديدة وخفايا وأسرار اخرى.
أعزائي الكرام في هذه الحلقة من البرنامج والحلقة القادمة بإذن الله سوف نرحل بعيداً الى بلاد الشرق بسحره الغامض المحبب الى النفوس لنحط الرحال في القارة الخضراء العجوز، القارة الأوربية التي كانت تعج في مرحلة من مراحل تاريخها وخاصة في القرون الوسطى بالكثير من الحكايات والأساطير ومنها الأساطير القومية التي أرّخت ظهور الأمم والممالك بعد تاريخ طويل عانت خلاله التشتت والتمزق والإستعباد من قبل الأمم والممالك الأخرى ومنها أسطورتنا لهذا الأسبوع التي تؤرخ لظهور مملكة الدنمارك وتوحّدها وخلاصها من شعب الفايكينك او القراصنة الذين عاثوا في البلدان المجاورة لهم الفساد وأذاقوها الويلات. فلنعش إخوتنا المستعمين اجواء هذه الأسطورة التي تذكرنا بتاريخ الفروسية والبطولات في القرون الوسطى.
أحبتنا المستمعين قبل الزمن البعيد كانت الأساطير الجبارة للفايكينك تعبر بحار الشمال تخوض مغامرات الحرب والغزو. في ذلك الزمن كانت الجزر البريطانية الصغيرة ملاجئاً وحصوناً لأولئك الأبطال ومحترفي القتال والمغامرين الذين كانوا يصلون الخلجان وينهبون الشعوب والمدن الساحلية. وفي ذلك الوقت لم يكن للدنمارك ملك ولاحكومة وفي خلال الحرب المستمرة على الفايكينك إعتاد الأسياد على النهب وإرتكاب الفضائع فإستعبدوا الفلاحين وصيادي الأسماك في تلك البلاد. وفي احد الأيام إسترعى إنتباه الناس على الشاطئ ظهور شيء يتقدم وكأنه ظلال ملتف بسلسة من الغيوم البحرية. كانت سفينة هائلة تأتي من بحار الشمال، كانت هذه السفينة تتقدم شيئاً فشيئاً وقد إنتفخت أشرعتها المربعة والفاتحة اللون وكشفت عن زخارف ومنحوتات خشبية في مقدمة السفينة ثم بدأ يظهر رأس ضخم لتنين بلون احمر فيما بدا الشراع العريض وكأنه القبعة السحرية بثنياتها وطياتها.
أعزائي الكرام كان الصيادون يتأملون منظر السفينة مذهولين وهي تبرز شيئاً فشيئاً من بين الضباب وهي مزركشة بالزينة والمرايا التي كانت تتقدم تلك السفينة الغامضة بصمت حتى غاصت في الرمال. إبتعد الصيادون جميعهم وأخذوا يتطلعون من بعيد ولكنهم لم يشاهعدوا احداً على السفينة اللغز ولم يسمعوا أي صراخ او صوت. تدفق الرجال من الأراضي القريبة من الساحل وقد تركوا حراستهم وقطعات ماشيتهم والشباك والقوارب البحرية الصغيرة، تركوا كل شيء وجاؤوا ليروا هذه السفينة الجبارة التي لم يروا نظيراً لها في البحر. ولكن أحداً لم يجرأ على الإقتراب وعندما خيّم الليل إجتمعوا كلهم وأخذوا يتحدثون برعب وخوف عن هذه السفينة الغريبة المحاطة بالأسرار. فهل كان عليهم الهرب؟ ترى هل كانت السفينة محملة بالأعداء المسلحين؟ هل هي سفينة لأعداءهم الفايكينك الذين لن يتأخروا بالخروج ونهب القرى الفقيرة وحرقها؟ أخذ الصيادون يترقبون وهم يتوجسون خيفة من هذا الخطر حتى لم يستطع احد النوم في تلك الليلة.
نحييكم من جديد اعزائي الكرام مازلتم تستمعون الى حكايا وخفايا من اذاعة طهران
أحبتي عن فجر اليوم التالي إستيقظ الصيادون ليروا محاربين كثيرين من بلادهم وقد إنتشروا في السهل، وقد جاؤوا ملتفين بغيوم كثيفة من الغبار الذي كانت خيولهم تثيره بوقع حوافرها القوية، لقد جاؤوا تلمع خوذهم ودروعهم وأسلحتهم ليقاتلوا ضد السفينة الغريبة للفايكينك فيما كان الأسياد يرسلون الجيوش المؤلفة من رجال لهم عضلات مفتولة وشبه عراة، كان لون بشرتهم احمر وشعر طويل، تميزهم ملامح وهيئات متوحشة ووجوه محزوزة ملئى بآثار جراح عميقة. توقف المحاربون قريباً من السفينة الغريبة مذعورين مندهشين أمام الزركشة الرائعة للقبعة والتنين في مقدمة السفينة وقد كسي بشرائح من ذهب وتوسطت وجهه عينان واسعتان براقتان.
كان كل واحد منهم ينظر الى صاحبه متسائلاً: ترى من أي مكان جاءت هذه السفينة الرائعة الجبارة؟ هل وصلت من أراضي الساجوناس من السويد أم من مناطق الغرب الهجينة؟ وماذا يبتغي ركابها؟ ولماذا يختبأون ولايكشفون عن هويتهم؟ هل ضلوا الطريق وهم خائفون الآن من أن يواجهوا خصوماً أقوياء وأشداء ؟ ولكن بعض المتهورين إقتربوا من السفينة حذرين وصاحوا: هل من احد في هذه السفينة؟ أطلوا علينا بوجوهكم! هيا للقتال للقاء رجال الدنمارك، إنزلوا فالرمل ميدان جيد للقتال وهو يمتص الدماء من الجراح. إظهروا فملامح الفايكينك لاتخيفنا!!!
ولكن هذا التحدي ظل بدون جواب فما كان من المحاربين الدنماركيين إلا ان هاجوا وبدأ بعضهم يطلق السهام ولوّح آخرون بالفؤوس ووثبوا الى السفينة وهم يطلقون صيحات الحرب.
أعزائي الكرام ترى ماذا وجد المحاربون في تلك السفينة الغريبة الغامضة؟ هل إكتشفوا وجود وحش كاسر فيها؟ أم تدفقت منها على حين فجأة أعداد هائلة من محاربي الفايكينك الأشداء؟
هذا ماسنعرفه اعزاءنا الكرام مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران في حلقة الأسبوع المقبل من برنامج حكايا وخفايا. لذا نرجو منكم ـن تكونوا في إنتظارنا لنتعرف على تتمة هذه الأسطورة فحتى ذلك الحين نتمنى لكم اطيب الأوقات ولكم منا كل الشكر على حسن المتابعة والإصغاء، دمتم بألف خير والى اللقاء.