البث المباشر

أساطير النشأة والتكوين ۲

الأحد 30 يونيو 2019 - 10:08 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم أخبتنا المستمعين الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم مستمعينا الكرام على الحب والمودة نلتقيكم عبر حكايا الشعوب وخفاياها في مختلف أرجاء المعمورة آملين ان تقضوا معنا دقائق كلها فائدة ومتعة حيث سنكمل الحديث في هذه الحلقة عن قصص الخلق والنشأة والتكوين عند مختلف الشعوب والأمم نبدأها مع الرؤية التي قدمها القدماء اليابانيين في هذا المجال نرجو منكم المتابعة.
مستمعينا الأفاضل ترى الأسطورة اليابانية أن الماء والتراب كانا مختلطين معاً ولن يكن في الوجود إلا مستنقع كبير موحل ليس بإمكان شيء أن يعيش فيه غير أن الآلهة والشياطين والحيوانات عاشت في السموات الست العليا والسموات الست السفلى فيما عاشت الشياطين في السموات الضبابية والسموات المعلقة السفلى والآلهة الأقل مرتبة في السموات الحاملة للنجوم وسموات السحاب العليا وفي اعلى السموات عاش كاموي الإله الخالق وخدمه، كانت مملكته محاطة بجدار معدني قوي ومدخله الوحيد عبر بوابة حديدية عظيمة. صنع كاموي هذا العالم على شكل محيط شاسع مدوّر وأقامه على العمود الفقري لسمكة ضخمة تلعق هذا المحيط وتبصقه ثانية لتصنع المد والجزر وتسبب الهزات الأرضية حين تتحرك.
في احد الأيام نظر الى العالم المائي تحته وقرر أن يفعل به شيئاً، أرسل طائر الظهرة المائي لينجز العمل، عندما وصل الطائر المسكين ورأى الفوضى الكائنة في كل شيء توقف الأمر على فطنته ليعرف ماعليه عمله، مع ذلك برفرفة جناحيه في الماء ووطئه الطين بقدميه وضربه بذيله عمل الطائر اخيراً قطعة من الأرض الجافة وبهذه الطريقة بانت الجزر وعامت على سطح المحيط في هذا العالم العائم. وعندما خلق كاموي العالم حاول الشيطان أن يوقفه، في صبيحة إحدى الأيام إستيقظ الشيطان وإستلقى منتظراً وفمه مفتوح على ساعته ليبلع الشمس لكن كاموي أرسل غراباً ليطير داخل حنجرة الشيطان كي يسعل ويختنق. ويُفسر هذا كون الغراب طائراً مقداماً ذلك لأنه أنقذ العالم مرة لذا تظن كل الغربان أن بإمكانها فعل ما تريد حتى سرقة طعام الناس. حين نظرت الحيوانات التي تعيش في السماء جمال العالم توسلت الى كاموي أن يدعها تعيش فيه ففعل غير أن كاموي خلق مخلوقات عديدة اخرى خصيصاً لهذا العالم ايضاً.
مستمعينا الأفاضل ومن اليابان ننتقل الى القارة الأمريكية حيث تفيد الأساطير الهندوأمريكية أن كوموش عجوز الأقدمين نثر البذور في الأرض ثم طلب من الجبال والتلال والنهار والينابيع أن تهتم بها الى الأبد وكوموش هذا لم يموت أبداً وليس بمقدور شيء قتله لأن القوس الذي يلبسه على ظهره يعيده دوماً الى الحياة، إنه يعيش الآن في السماء لكنه عاش هنا مرة على الأرض وفي احد الأيام ترك كوموش بيته وهام على وجهه ذاهباً الى حافة العالم، حين عاد كانت معه إبنة لم يدر أحد من أين أتت وخاط كوموش لإبنته عشرة أثواب جميلة كل واحد لمرحلة من مراحل عمرها، كان العاشر والأخير ثوب دفنها وهو الأجمل مصنوعاً من جلد الغزال ومغطى بالاصداف الزاهية. وقبل أن تصبح امرأة بعدة أيام ذهبت الى بيت كوموش بعد ذلك نامت وحلمت أنها ستموت قريباً، عندما إستيقظت طلبت من والدها ثوب دفنها، عرض عليها كل الأثواب الأخرى تباعاً فرفضتها ولم تبغي سوى ثوب الكفن فقط وما إن إرتدت الثوب حتى توفيت وإنطلقت روحها الى الغرب. قال كوموش الحزين أنا اعرف كل شيء فوق وتحت وفي الوراء مهما كان الأمر اعرفه، سأهبط لأتبع روحها الى كهوف بيت الموت. كان بيت الموت جميلاً مليئاً بالأرواح التي كانت من الكثرة لدرجة لو عدت كل نجمة في السماء او شعر كل رجل او حيوان لما ساوى عددها في ذلك البيت. هناك إستقر كوموش وأخيراً قرر العودة وجعل الأرض آهلة بالسكان مرة اخرى بعد أن أتعبه بيت الموت.
أعزائي الكرام ومن الأمريكيتين ننتقل مصعدين الى الأعلى، الى أقصى الشمال حيث سيبيريا التي كان لشعبها بدوره رؤية بشأن الخلق والتكوين حيث تخبرنا قصصهم في هذا المجال أنه في البدأ لم تكن هناك أرض وبحر فقط، هبط اولجام الخالق العظيم ليصنع الأرض رأى بعض الطين الذي بدا وكأن له جسداً ووجهاً يطفو على سطح الماء بعث اولجام الحياة في الطين وسمى المخلوق إرلك وإتخذه خليلاً له.
في إحدى الأيام كان اولجام وإرلك يطيران فوق الماء وهما على شكل أوز أسود، طار إرلك المتكبر والمتبجح دائماً عالياً جداً فسقط من تعبه في الماء وبدأ إرلك بالغرق فطلب النجدة فرفعه اولجام كما امر صخرة بالظهور الى السطح ليجلس عليها إرلك. بعد ذلك طلب اولجام من إرلك أن يغوص ليبحث عن بعض الطين ليصنع الأرض، فعل إرلك ما طُلب منه لكنه كان يحتفظ ببعض الطين في فمه كل مرة يغوص فيها آملاً أن يصنع علمه الخاص عندما يرى كيف يتم فعل ذلك. كاد إرلك أن يختنق فبصق الطين وهذا سبب وجود المستنقعات في الأرض.
خلق اوجام الرجل الأول مستعملاً التراب لجسده والحجارة لعظامه ثم خلق اول امرأة من ضلع الرجل لكن الرجل والمرأة كانا بلا روح حية، ذهب اولجام للبحث عن واحدة لإعطاءه لهما تاركاً الكلب الأول لحراسة جسديهما عديمي الحياة. جاء إرلك وعندما رأى الكلب يرتجف لأنه بلا شعر كساه بغطاء دافئ بعد ذلك أخذ إرلك قصبة ونفخ الحياة في جسد اول رجل وامرأة وهكذا صار إرلك والد الجنس البشري. أما بالنسبة للكلب فقد اخبره اولجام أن عليه من الآن وصاعداً أن يحرس بني البشر ويعيش خارجاً في البرد واذا أساء الناس معاملته فهذا يعود لما إرتكبه من خطأ.
مستمعينا الأحبة ترقبوا المزيد من القصص والحكايا في حلقة الأسبوع المقبل من برنامج حكايا وخفايا والذي يقدم لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، نترككم في ظل الرعاية الإلهية ودمتم بألف خير والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة