ضيف البرنامج عبر الهاتف: الدكتور سعد الشحمان
أحبتنا المستمعين الأفاضل:
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله ورحمة وبركاته..
يسعدنا أن يتجدد لقاؤنا بكم عبر جولة جديدة في رحاب التراث الأدبي والفكري والعرفاني الإيراني الفعم بالقصص والحكايات الطريفة والعبرة، حيث سيجمعنا اللقاء بكم- إخوتنا المستمعين- من خلال استعراض رائعة الشاعر والأديب نظام الدين النظامي العروضي السمرقندي النثرية(جهار مقاله) أو(مجمع النوادر)، والتي سيحدثنا عنها وعن مؤلفها ضيف البرنامج العزيز الأستاذ الدكتور سعد الشحمان، بعد لحظات..
المحاورة: نرحب- مستمعينا الأعزة- أجل ترحيب- بضيف البرنامج، راجين منه أن يحدّثنا عن الكتاب والمؤلف:
المحاورة: مستمعينا الكرام نرحب جل ترجيب بضيف البرنامج الاستاذ الدكتور سعد الشحمان، اهلاً بكم استاذ
الشحمان: اهلاً ومرحباً بكم وقبل ذلك نقول سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وعلى الاخوة المستمعين الكرام
المحاورة: وعليكم السلام شكراً، استاذ نرجو منك ان تحدثنا عن كتاب جهار مقالة ومؤلفه النظامي العروضي
الشحمان: نعم بسم الله الرحمن الرحيم كتاب جهار مقالة هو كتاب معروف ومشهور من كتب الادب الفارسي اشتمل على حكايات ونوادر حول الكتاب والشعراء والفلكيين والاطباء، الفه النظامي العروضي الاديب والكاتب والشاعر الذي برز في القرن السادس الهجري والعنوان الاصلي لهذا الكتاب هو مجمع النوادر لكنه لأنه اشتمل على اربع مقالات في فنون الكتابة طبعاً اقصد الكتابة الديوانية والشعر والفلك والطب فقد عرف بأسم جهار مقالة انا بالنسبة الى الكاتب فأن معلوماتنا حول كاتب جهار مقالة قليلة جداً ونعرف ان اسمه ابو الحسن نظام الدين او نجم الدين النظامي السمرقندي المعروف بنظامي عروضي ويبدو انه لقب بالعروضي لأنه كان متبحراً في علم العروض ويبدو انه ولد قبل سنة ٥۰۰ للهجرة وكان على قيد الحياة حتى سنة ٥٥۰ للهجرة وهو نفسه يذكر يعني معظم المعلومات التي وصلتنا عنه وعن كتابه جهار مقالة تحدث عنها في مقدمة كتابه هذا وذكر بعض الجوانب من حياته والاحداث المهمة التي مر بها فذكر انه عاش لمدة ٤٥ سنة في خدمة السلالة التي كانت تحكم انذاك والتي كانت معروفة بآل شنسب وذكر في بداية المقالة الثانية انه احد الشعراء الاربعة لهذه السلسلة الحاكمة وايضاً من بين الاحداث المهمة في حياته انه ادرك الشاعر والعالم الكبير عمر الخيام في مدينة بلخ في سنة ٥۰٦ هجرية وفي سنة ٥۱۰ للهجرة انخرط في خدمة الامير المعزي وعرض شعره عليه وشجعه الامير معزي على نظم الشعر وفي تلك السنة نفسها ذكر انه زار قبر الشاعر الكبير الفردوسي في مدينة طوس.
المحاورة: طيب، شكراً استاذ مستمعينا الاحبة فاصل ونواصل اطراف الحديث مع ضيف البرنامج ولكن بعد ان نستمع معاً الى الحكاية التالية من كتاب جهار مقالة للنظامي العروضي
مستمعينا الأحبة!
فاصل، ونواصل أطراف الحديث مع ضيف البرنامج ولكن بعد أن نستمع معاً إلي الحكاية التالية من كتاب (چهار مقاله) للنظامي العروضي...
((كان هنالك فيلسوف في عهد ملك شاه وبعض من عهد الملك سنجر في هرات، وكان يسمي الأديب إسماعيل، وكان رجلاً في غاية الفضل والكمال. وكان يؤمّن معيشته من خلال مهنة الطب وكانت له الكثير من المعالجات النادرة. وفي ذات يوم كان ماراً بسوق القصابين، فرأي قصاباً يسلخ خروفاً، ويدخل يده في جوف الخروف بين الحين والآخر ويستخرج الشحم الحار منه ويأكله. وعندما رأي الأديب إسماعيل ذلك، قال لبقال كان واقفاً امامه(إن حدث ومات هذا القصاب فأخبرني قبل أن يدفن)) فقال البقال: سمعاً وطاعة.
وبعد أن مر علي ذلك خمسة أو ستة شهور، شاع في صبيحة أحد الأيام أن القصاب الفلاني قد مات فجأة دون أي علة ومرض، فأقام البقال العزاء عليه، وحزن الناس عليه لأنه كان شاباً، وكان له أولاد صغار.
ثم إن البقال تذكر ما أوصاه به الشيخ إسماعيل، فأسرع لإخباره فتناول الشيخ إسماعيل عصاه وتوجه إلي بيت القصاب، وأزاح الغطاء عن وجه الميت، وجس نبضه، وأمر أحد الحاضرين بضرب ظهر قدمه بالعصا ضرباً متواصلاً. وبعد ساعة قال له: (هل يكفي ذلك؟)، فبدأ بعلاج الكستة، ونهض الميت في اليوم الثالث، وعاش لسنين، رغم أنه أصيب بالشلل.
فتعجب الناس من ذلك أشد العجب، لأن الشيخ كان قد تنبأ بسكتته من قبل!).
إخوتنا المستمعين، أخواتنا المستمعات! بعد استماعنا وإياكم إلي تلك الحكاية الطريفة، نعود الآن إلي ضيف البرنامج الاستاذ الدكتور سعد الشحمان، ليكمل حديثه حول كتاب(جهار مقاله) ومؤلفه النظامي العروضي... أهلاً ومرحباً بكم أستاذنا الفاضل من جديد راجين منكم أن تسلطوا لنا وللمستمعين الكرام المزيد من الأضواء علي هذا الكتاب وصاحبه...
المحاورة: اخوتنا المستمعين واخواتنا المستمعات بعد استماعنا واياكم الى تلك الحكاية الطريفة نعود الان الى ضيف البرنامج الاستاذ الدكتور سعد الشحمان ليكمل حديثه حول كتاب جهار مقالة ومؤلفه النظامي العروضي، اهلاً ومرحباً بكم استاذنا الفاضل من جديد راجين منكم ان تسلطوا للمستمعين الكرام المزيد من الاضواء على هذا الكتاب وصاحبه، تفضلوا
الشحمان: نعم شكراً نواصل حديثنا عن هذا الاديب والشاعر وعن رائعته جهار مقالة ونذكر ان هذا الاديب الفه كتابه هذا بين سنة ٥٥۱ وحتى سنة ٥٥۲ للهجرة، الف هذا الكتاب كعادة الادباء والعلماء في ذلك الوقت بأسم احد امراء ال شنسب وهو ابو الحسن حسام الدين علي واشاد به ومدحه في ديباجة هذا الكتاب وفي نهايته، يشتمل هذا الكتاب على عدة فصول ذكر فيها المؤلف في بداية هذه الفصول الملوكية وذكر ان الملوكية تأتي من حيث الرتبة بعد النبوة وان النبوة هي غاية مراتب الانسان وتحدث في الفصول المختلفة من مقدمته عن مواضيع مهمة ومنها معرفة الكون او مايسمى اليوم بعلم الكونيات وعن ترتيب الخلق وتسلسله وعن الحواس الظاهرة والباطنة للحيوان بما فيه الانسان وعن مراتب الحيوان وذكر في نهاية هذه المقدمة اوضح ان الكاتب والشاعر والمنجم او الفلكي والطبيب يعتبرون من خواص الملك وان الملك بحاجة الى هؤلاء الاشخاص لذلك هو الف كتابه جهار مقالة اي المقالات الاربع حول هؤلاء الاشخاص الاربعة وذكر حكايات كثيرة حول كل طبقة من هذه الطبقات وقد خصصت كل مقالة من مقالات هذا الكتاب الاربع وتضمن مباحث حول الفن او العلم الذي يختص بها والتي ذكرناها قبل قليل ويذكر بعد ذلك حكايات طريفة وممتعة وغالباً واقعية وحقيقية وتعود قيمة هذا الكتاب في الغالب الى الحكايات التي تضمنها والاوصاف التي اندرجت فيها فهي تبلغ درجة من الجمال والمهارة بحيث جعلت هذا الكتاب احد روائع الادب الفارسي، ذكر مواضيع طريفة في هذا الكتاب مثل تأثير قصيدة رودكي الشهيرة التي يبدأها بقوله: بوي جوي موريان، تأثير هذه القصيدة على الامير الساماني وكيف ان العالم الشهير ابا علي ابن سينا عالج احد الامراء فذكر هذه القصة في كتابه وهذا الكتاب بأختصار يعتبر من حيث فخامة اللغة وفصاحتها ومن حيث سلاسة الكلام من بين الكتب الفارسية القديمة التي تعتبر من الطراز الاول.
المحاورة: نعم شكراً للاستاذ سعد الشحمان على هذه الاجابة القيمة التي تفضل بها
الشحمان: ان شاء الله نرجو ان نكون قد وفينا حق الموضوع
المحاورة: ان شاء الله والان مستمعينا الكرام ندعوكم للاصغاء الى حكاية اخرى من جهار مقالة
المحاورة: نعم شكراً الجزيل إلي الاستاذ سعد الشحمان علي هذه الإجابة القيمة التي تفضل بها، والآن مستمعينا الكرام ندعوكم الى الإصغاء إلي حكاية أخري نختم بها حلقتنا لهذا الأسبوع...
((حكي الشيخ الرئيس حجة الحق، أبوعلي ابن سينا، أن طيباً حضر مجلس أحد ملوك آل سامان، وبلغ من الحظوة اليه درجة بحيث إنه كان يسمح له بدخول الحرم ليجس نبض المحارم والمخدّرات. وفي ذات يوم كان جالساً مع ملك في الحرم بحيث لم يكن بمقدور رجل الدخول. فطلب الملك طعاماً. فجاءت الجواري بالطعام. ثم ان الجارية المسؤولة عن المائدة، رفعت الخوان عن رأسها، وانحنت، ووضعته أرضاً. فأرادت أن تعتدل ولكنها لم تستطع. وبقيت علي هذه الحالة بسبب ريح غليظة حدثت في مفاصلها.
فالتفت الملك إلي الطبيب وأمر بمعالجتها في الحال، ولم يكن هنالك من مجال لمعالجتها بالأدوية، فلجأ إلي العلاج الروحي وأمر بإزاحة الخمار عن رأسها لينكشف شعر رأسها كي تشعر بالحياء، وتقوم بحركة، تخرج به من تلك الحالة المستكرهة، فشعرت بالحياء، وارتفعت حرارة جوفها حتي خرجت تلك الريح من المفاصل، ووقفت معتدلة ومستقيمة، وعادت سليمة...).
شكرا لكم مستمعينا الكرام، حتى لقاء آخر نستودعكم وفي أمان الله.