ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم هذا حيث سيتناول الشيخ رضوان والشاب احمد موضوع الجمع بين الصلاتين اعتماداً على السنة النبوية الطاهرة والأحاديث الشريفة المروية في هذا المجال ندعوكم لمتابعة هذا الحوار:
احمد: هل سيتفق جميع المسلمين في جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء؟
الشيخ: يا احمد لا خلاف بين اهل المذاهب الاسلامية كلها في جواز الجمع وقت الظهر بين الفريضتين "أي الظهر والعصر" في يوم عرفة للحجاج خاصة، كما لا خلاف بينهم في جواز الجمع في المزدلفة وقت العشاء بين الفريضتين المغرب والعشاء.
احمد: اذاً يا شيخ الاختلاف يقع في جواز الجمع بين الصلاتين فيما عدا هذين اليومين أي عرفة والمزدلفة؟
الشيخ: نعم يا بني، الائمة من آل محمد(ص) قد صدعوا بجوازه مطلقاً غير ان التفريق أفضل، اما الحنفية فمنعوا الجمع فيما عدا جمعي عرفة والمزدلفة اما الشافية والمالكية والحنبلية فأجازوه في السفر.
احمد: فضيلة الشيخ هل من رواية تعرفنا على فعل النبي(ص) بشأن صلاته هل كان يجع ام يفرق؟
الشيخ: نعم يا احمد على سبيل المثال اليك هذا الحديث عن ابن عباس قال: صلى رسول آله(ص) الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غير خوف ولا سفر.
احمد: اذاً الرسول جمع بين الظهرين والعشائين وهو في الحضر ومن غير خوف أي من غير وجود عامل يضطره الى الجمع، وهذا يعني ان الجمع مباح حتى في غير الاضطرار.
الشيخ: نعم يا بني وهناك رواية اخرى عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة يضيف ابن شقيق قائلاً: فجاءه رجل من بني تميم يقول: الصلاة الصلاة، فقال له ابن عباس: أتعلمني بالسنة، ثم قال: رأيت رسول الله (ص) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، يا احمد هناك اضافة مهمة في هذه الرواية وهي ان عبد الله ابن شقيق قال: فحال في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته، "يعني مقالة ابن عباس".
احمد: ما هو مصدر الرواية المذكورة يا شيخ؟
الشيخ: هذا الحديث اخرجه احمد بن حنبل عن ابن عباس في الصفحة 251 من الجزء الاول من مسنده.
احمد: ولكن يا شيخ ما هو السبب في ان رسول الله صلى الظهر والعصر جميعاً في غير خوف ولا سفر، مع انه كان يفرق بين اوقاتها؟
الشيخ: وردت في بعض الرايات كالتي يرويها مسلم نقلاً عن ابن عباس الاجابة عن هذا التساؤل حيث قال: اراد(ص) ان لا يحرج احداً من امته نعم يا بني اراد النبي(ص) عدم احراج امته بسبب التفريق بين الصلاتين رأفة باهل الاشغال وهم أكثر الناس.
احمد: طيب يا شيخ مع وجود هذه الأحاديث المروية في كتب المسلمين ما هو موقفهم منها؟
الشيخ: بالجملة يا احمد فان علماء الجمهور كافة ممن يقول بجواز الجمع وممن لا يقول به متفقون على صحة هذه الأحاديث وظهورها الا انهم تأولوها حملاً على مذاهبهم منهم من قال في تأويلها على ان النبي صلى الله عليه وآله كان في غيم فصلى الظهر ثم انكشف الغيم وظهر ان وقت العصر دخل فصلاها فيه او من تأولها على تأخير الاولى الى آخر وقتها فصلاها في فلما فرغ منه دخل وقت العصر فصلاها فيه فصار جمعة للصلاتين صورياً، ولكن هذه التأويلات ـ كما تراها ـ ضعيفة للغاية.
احمد: على فكرة يا شيخ هل من آية قرآنية تحدد مواقيت الصلاة؟
الشيخ: بالتأكيد يا احمد فاصغ لأتلو عليك آية يتجلى بها ان اوقات الصلوات المفروضة ثلاثة فقط وقت لفريضتي الظهر والعصر مشتركاً بينهما ووقت لفريضتي المغرب والعشاء على الاشتراك بينهما وثالث لفريضة الصبح خاصة فقد قال تعالى في سورة الاسراء الآية 78: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً».
احمد: طيب يا شيخ على ضوء الآية المباركة ما هو تفسيرها حسب رأي المذاهب الاسلامية؟
الشيخ: يقول في تفسيرها الامام الرازي في تفسيره الكبير ما هذا لفظه فان فسرنا الغسق بظهور اول الظلمة كان الغسق عبارة عن اول المغرب وعلى هذا التقدير يكون في الآية ثلاثة اوقات: وقت الزوال ووقت اول المغرب ووقف الفجر، ويضيف الرازي قائلاً: وهذا يقتضي انه يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتين الصلاتين وان يكون اول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء.
ايها الاخوة والاخوات من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في إيران كنتم مع برنامج حوارات عقائدية وتعرفتم خلال هذه الحلقة على وجهات النظر فيما يتعلق بموضوع الجمع او التفريق بين الصلاتين نأمل ان قضيتم اوقاتاً نافعة مع هذا البرنامج شكراً على حسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.