مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونرحب بكم اجمل ترحيب في الحلقة الاولى من هذا البرنامج الذي نتابعه معاً في حلقاته المتتابعة حوارات بين الشيخ رضوان والشاب احمد تتناول قضايا عقائدية تهم الكثيرين فالى طيات الحوار...
احمد: السلام عليكم يا شيخ؟
الشيخ: وعليكم السلام يا احمد كيف حالك يا بني؟
احمد: الحمد لله بخير.
الشيخ: تفضل واجلس.
احمد: شكراً يا شيخنا العزيز.
الشيخ: طيب يا احمد حول أي موضوع ترغب ان نتحدث اليوم؟
احمد: في الحقيقة يا شيخ، منذ ايام وانا افكر في قضية التبرك بالصالحين والمشاهد المقدسة وقد تجول في ذهني عدة اسئلة؟
الشيخ: طيب يا احمد ما هي الاسئلة التي تجول في خاطرك؟
احمد: على سبيل المثال هل التبرك بالصالحين والاماكن المقدسة من سنة رسول الله؟ هل لها ذكر في القرآن؟ هل مارسها المسلمون في صدر الاسلام؟
الشيخ "مقاطعاً": نعم نعم يا بني ان هذه القضية تحتاج الى متسع من الوقت لكن حان الان موعد الصلاة لنقم ونتهيأ للصلاة ومن ثم نبحث الموضوع معاً بالتفصيل ان شاء الله! ما هو رأيك؟
احمد: بالتأكيد فكما يقول الباري تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) تفضل تفضل.
احمد: تقبل الله صلاتكم.
الشيخ: نسأل الله القبول منا ومنكم طيب يا احمد هل تعلم ماهو معنى البركة؟
احمد: نعم يا شيخ سمعت استاذنا في اللغة يقول انها تعني الزيادة والانماء.
الشيخ: احسنت يا احمد وهي في مفهومها الاصطلاحي يراد منها السعادة والتبرك بالشيء يعني طلب البركة عن طريقه.
احمد: يا شيخ وهل ان طلب البركة يكون عن طريق أي شيء ام عن طريق اشياء او معان ميزها الله تعالى بمنازل ومقامات الهية خاصة؟
الشيخ: بالتأكيد كمن يلمس يد النبي(ص) تيمناً ببركتها او يقبل عتبة باب سجده(ص) مثلاً.
احمد: حسناً يا شيخ هل تناول القرآن الكريم موضوع البركة ام لا؟
الشيخ: نعم يا بني فقد وردت كلمة البركة بالفاظ متعددة في القرآن للتدليل على ان اختصاص اشخاص معينين وامكنة وازمنة بنوع من البركة التي جعلها الله فيها لاسباب اقتضتها حكمته عز وجل، ولا يخفى يا احمد ان ظاهرة التبرك بآثار الانبياء معروفة حتى عند الامم التي سبقت الاسلام والتي تتضمن التبرك بثياب الانبياء وبقاياهم فعلى سبيل المثال تبرك النبي يعقوب(ع) بقميص ابنه يوسف(ع) ونقرأ في سورة يوسف الآية 93 اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه ابي يأت بصيراً).. فبعد ان يشمه النبي يعقوب(ع) يعاد البصر اليه بقدرة الله التي تحيي العظام وهي رميم.
احمد: ولكن يا شيخ ما هي الفائدة من هذا العمل حيث ان الله تعالى يقدر على ان يرد بصر يعقوب(ع) دون الحاجة الى القاء ذلك القميص على وجهه؟
الشيخ: نعم يا بني اعلم ان الله تعالى حكيم ولا يصدر من الحكيم الا الحكمة فقد جعل "عز وجل" في بعض الاشياء سبباً لتحقق الغاية ولا شك ان ذلك مرده الى ان يجعل ذلك سنة يقتدى بها الانام فيعرفوا ان هنالك اشياء وامكنة وازمنة واشخاصاً لها مقامات عند الله فجعل فيها بكرة تتيح لها شفاء المرضى او استجابة الدعاء وهكذا.
الشيخ: يا احمد.
احمد: نعم يا شيخ.
الشيخ: هل تعلم قصة الآية المباركة في سورة البقرة والتي تقول: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم / وقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون).
احمد مقاطعاً: تحمله الملائكة ان في ذلك لآية لكم ان كنتم مؤمنين. ولكن يا شيخ ما علاقة هذه الآية بحديثنا؟
الشيخ: في كتب التفاسير ان التابوت الذي جاء في الآية هو نفس التابوت الذي وضع فيه النبي موسى عندما كان رضيعاً والقي في اليم وكذلك هو صندوق التوارة وكان وسيلة من اجل تسكين نفوس بني اسرائيل.
احمد: ولكن يا شيخ كيف يمكن لتابوت او صندوق ان يبعث بالسكينة والطمأنينة لبني اسرائيل؟
الشيخ: لا يا احمد عليك ان تتدبر في الآية فان الآية تقول "فيه سكينة من ربكم" هذه السكينة لم تأت الا بارادة الهية.
احمد: ماذا نستخلص من هذه الآية؟
الشيخ: نستخلص ان الله تعالى هو الذي يبعث بالطمأنينة والسكينة وكذلك يتفضل بالنماء والسعادة من خلال بعض الاشياء والاشخاص والامكنة.
الختام:
مستمعينا الكرام الى هنا نصل واياكم الى ختام القسم الاول من حوارات احمد والشيخ رضوان حول ظاهرة التبرك في الاسلام وسيتناولان الحديث في القسم الثاني منها حول نفس الموضوع ولكن من جانب آخر ... فحتى ذلك الحين الى اللقاء.
*******