نلتقيكم في هذا اللقاء وقد أعددنا لكم فيها ثلاث حكايات فيها هدايات بليغة تعرفنا بالعوامل التي تحرم الإنسان والمجتمع من حسن العاقبة، فلنبدأ بالحكاية الأولي وهي من تأريخ الأنبياء (عليهم السلام) رواها الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: بينا عيسي بن مريم (عليه السلام) في سياحته إذ مر بقرية فوجد أهلها موتي في الطريق والدور، قال: فقال إن هؤلاء مانوا بسخطة، ولو ماتوا بغيرها تدافنوا.
فقال أصحابه: وددنا انا عرفنا قصتهم.
فأوحي الي عيسي (عليه السلام): نادهم يا روح الله.
فناداهم وقال: أهل القرية.
فاجابه مجيب منهم: لبيك يا روح الله.
قال: ما حالكم وما قصتكم؟
قال: أصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية.
فسأله عيسي: وما الهاوية؟
أجاب: بحار من نار فيها جبال من نار.
ثم سأله: وما بلغ بكم ما أري؟
قال: حب الدنيا وعبادة الطاغوت.
قال عيسي (عليه السلام): وما بلغ من حبكم للدنيا.
أجاب الرجل: حب الصبي لامه إذا أقبلت فرح وإذا أدبرت حزن فسأله: وما بلغ من عبادتكم الطاغوت.
أجاب: كانوا إذا أمروا أطعناهم.
وسأله عيسي (عليه السلام): فكيف أجبتني أنت من بينهم.
قال: لأنهم ملجمون بلجم من نارعليهم ملائكة غلاظ شداد، واني كنت فيهم ولم أكن منهم فلما أصابهم العذاب أصابني معهم، فانا معلق بشجرة أخاف اكبب في النار.
أعاذنا الله وإياكم من الغرق في حب الدنيا وعبادة الطاغوت.
نبقي مع حكايات حسن العاقبة فنتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج حكاية وهداية، وننقل لكم ما كتبه الشيخ الزاهد آية الله عباس القمي (رضوان الله عليه) في كتابه القيم منازل الآخرة حيث قال:
حكي ان تلميذاً من تلاميذ الفضيل بن عياض كان يعد من أعلم تلاميذه لما حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة ياسين.
فقال التلميذ المحتضر: يا أستاذ لا تقرأ هذه السورة.
فسكت الأستاذ، ثم لقنه فقال له: قل لا إله إلا الله.
فقال: لا أقولها، لأني بريء منها.
ثم مات علي ذلك. فاضطرب الفضيل من مشاهدة هذه الحالة اضطراباً شديداً. فدخل منزله ولم يخرج منه. ثم رآه في النوم وهو يسحب به إلي جهنم.
فسأله الفضيل: بأي شيء نزع الله المعرفة منك، وكنت اعلم تلاميذي.
فقال: بثلاثة أشياء:
أولها: النميمة فاني قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك.
والثاني: بالحسد، حسدت أصحابي.
والثالث: كانت بي علة فجئت إلي الطبيب فسألته عنها فقال تشرب في كل سنة قدحاً من الخمر، فان لم تفعل بقيت بك العلة. فكنت اشرب الخمر تبعاً لقول الطبيب - أو لرغبته في ذلك - ولهذه الأشياء الثلاثة التي كانت في ساءت عاقبتي ومت علي تلك الحالة.
وأخيراً ننقل لكم اعزاءنا الحكاية القصيرة التالية التي رواها المؤرخ ابو الفرج الإصفهاني في كتابه مقاتل الطالبين قال: عن عمر بن مساور الأهوازي، قال اخبرني جماعة من موالي محمد بن سليمان وكان من جلاوزة بني العباس: انه لما حضرته الوفاة جعلوا يلقونه الشهادة وهو يقول:
ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن
لقيت حسينا يوم فخ ولا الحسن
فجعل يرددها حتي مات.
والمقصود قتل العلويين من أصحاب الحسين بن علي الطالبي (رضوان الله عليه) شهيد وقعة فخ الشهيرة.
رزقنا الله وإياكم حسن العاقبة وإجتناب الظلم صغيرة وكبيرة.
*******