السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة ورحمة وأهلاً بكم في هذا اللقاء وقد اخترنا لكم فيه مقطوعتين من شعر الحكمة، في الأولى ترانيم رقيقة في حب الله الجميل المطلق الذي يحب كل جمال تبارك وتعالى، والثانية في عظمة ثواب أحد أحب أدعية العباد الى بارئهم جل جلاله...
وهما لإثنين من أدباء لبنان المعاصرين هما الأخوان الأستاذان السيد جواد فضل الله ومرتضى شرارة العاملي.. فنبدأ بمقطوعة السيد جواد، حيث يقول حفظه الله:
دعي قلبي يهيم بحبه الأجمل
ولاتلقي الملام عليه إن أهمل
فلو تدري بهذا العشق ما سوّل
ومعشوقي الإله الآخر الأول
فذا حبي لمن يعطي ولا يسأل
ويحرسني ويلطف حيث ما أنفل
فهاك فؤادي يارباه هل تقبل؟
وإن كنت الذي يعصي ولا يخجل
فياروحي هلمي بإصرك الأثقل
إلى الملكوت نحو المعبر الأسهل
فإن الله لاينسى ولا يغفل
ولكن حاشى من يأتيه أن يفشل
ومن هذه الأبيات الرقيقة في الحب الإلهي القدسي للأديب اللبناني الأخ السيد جواد فضل الله، ننتقل بكم – مستمعينا الأكارم – الى مقطوعة بليغة في تصوير أجر وثواب أحد أهم الأذكار الشرعية والأدعية التي يحبها الله عزوجل، فنقرأ من شعر أخينا الأديب مرتضى شرارة العاملي قوله:
اشحذْ دماغَكَ واندفعْ بخيالِهِ
مِلءَ الفضاءِ يمينِهِ وشِمالِهِ
قَدْرَ الوجودِ بصخرِهِ ورِمالِهِ
بورودِهِ بعطورِهِ بجَمالِهِ
بتلالِهِ بسهولِهِ بجبالِهِ
في كلِّ حالٍ شئتَ من أحوالِهِ
وأتيتَ تُحصي كلَّ ذلك، علَّهُ
فيه الجوابُ لحائرٍ بسؤالِهِ
أمّا السؤالُ فإنّه: ما أجرُ مَنْ
صلّى على طهَ النبيِّ وآلِهِ؟
"اللهم صل وسلم وزد وبارك على حبيبك وحبيبنا وسيدنا ومولانا الهادي المختار وآله الأطهار عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك"... اللهم آمين.
شكراً لكم أيها الأكارم على كرم الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (إن من الشعر لحكمة).. دمتم بكل خير.