السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته، نحمد الله على أن وفقنا للقاء جديد من هذا البرنامج نستشق فيه عبير الحكمة والهداية مما أنشأها أدباء الإيمان من شعر الحكمة.
أيها الأفاضل، نصت النصوص الشريفة على أن الله عزوجل إختار مكة المكرمة من بقاع الأرض المقدسة لكي تكون موطناً لبيته الحرام، وإليه تهوي قلوب عباده سعياً لقربه ومرضاته تبارك وتعالى.
فكان البيت الحرام منطلق أنوار الهداية الإلهية عبر الأزمان قبل الدعوة المحمدية وبعدها ومنه يعلن خاتم الأوصياء المحمديين المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – إنطلاق حركته الإصلاحية الكبرى التي يملأ الله بها على يديه الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.
والقصيدة التي اخترناها لهذا اللقاء تشتمل مع قصرها على هدايات منتزعة من النصوص الشريفة عن بركات التعلق القلبي ببيت الله الحرام وأول بيت وضع قياماً للناس مباركاً...، القصيدة من إنشاء أحد أخونا الأستاذ ناجي بن داوود الحرز حفظه الله، تابعونا مشكورين.
قال أخونا الحرز متشوقاً لطيب مكة المكرمة:
البعدُ يأمرني والوجدُ يُغريني
بطيب (مكة) بين الحين والحينِ
و تحتويني إلى البيت العتيق رؤىً
طابت لها مستقرًا روحُ مفتونِ
فأمتطي صهوةَ البشرى وأسْتُر ما
يفيضُ مِن مدمعي عمّن يلاقيني
يا مهبط الوحي ما شاخ البيانُ ولا
تقادم العهدُ عن مسرى تلاحيني
فمِن (حرائك) مازالت مجلجلةً
أصداءُ (إقرأ) وآي (الفتح) و (التين)
تستنهضُ الخاطر العاني فيُسعدها
بكل نظمٍ عن اللأواءِ مكنونِ
كأنها نُصبتْ للشعر آلهةً
فأحكمَتْ أمرَهُ بالكاف والنونِ
يامن تطوفون بالبيت الحرام خذوا
قلبي يطوف به بين الملايينِ
دعوهُ يقبسُ من إيمانكم قبسًا
يُنيرُ مسراهُ للدنيا وللدينِ
وإنْ رجعتمْ فهاتوا شربة وكفى
من ماء ( زمزم ) أرجو أن ترويني
كانت هذه أيها الأطائب قصيدة عن (طيب مكة) التي أنشأها في التشوق للأجواء المعنوية التي يفعم بها الحرمان الشريفان، وقد أنشأها تحت عنوان (خطوات على آثار الحجيج) الأديب المبدع الأستاذ ناجي الحرز من إخوتنا أدباء حاضرة الإحساء العريقة، وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (إن من الشعر لحكمة) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير ورحمة وبركة.