السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل رحمة من الله وبركة، أهلاً في لقاء اليوم من هذا البرنامج، وقد إستمعتم لعنوانه، وهو كما تعلمون نص الحديث الشريف المروي عن حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – وفيه يوجه سيد الهداة الإلهيين أن يكون شعرهم من شعر الحكمة فهو أسمى مصاديق الشعر الذي يحيه الله عزوجل ويرتضيه لعباده الصالحين.
ومن مصاديق هذا النمط من الشعر شعر مناجاة رب العالمين تبارك وتعالى فهو من الحكمة التي تعود على صاحبها بالخير الكثير ببركة تقويته لإرتباط المؤمن بربه الكريم والغفور الرحيم سبحانه وتعالى.
ونحن في هذا البرنامج ننقل لكم نماذج من هذا الشعر وقد اخترنا للقاء اليوم مناجاة شعرية مؤثرة لإحدى الأخوات المؤمنات من بلد الحرمين الشريفين هي أختنا الكريمة (إسمهان أبوتراب) حفظها الله..
نضم صوتنا الى صوتها وهي تناجي الله داعية بخضوع وخشوع وهي تقول تحت عنوان (بوح الرجاء):
وتوشّحَتْ برجائها روحي
وإلى فناك يحثّها الأملُ
وإليك تحمل زادها خجلاً
من قلّة ويلفّها الوجلُ
بخُطى الرجاء تسير أشرعتي
لضفاف أمنك علّها تصلُ
لكنّ خوف قِلاك يغرقها
أغريقة .. وعليك تتكل ؟
ذنبي عظيمٌ, غفلةٌ وهوىً
أعمى الفؤادَ وعثرةٌ، زللُ
أقررتُ إذ لا أرتجي هرباً
ضاق الفسيح وأعيَت الحيلُ
هبني فررتُ فأين متجهي؟؟
ولغير ملكك أين أنتقلُ؟!!
رقّت لحالي وهي تسمعني
تلك السماء ومن بها نزلوا
والأرض تشهد أنّها سُقيت
من أدمعٍ جادت بها المقلُ
أسفاً لما فرّطتُ في عمُري
وأسىً لذنب ثقله جبلُ
ولطاعة لم أدرِ هل قُبلت
أم ردّها النقصان والخللُ
قسماً بغير الفضل يا أملي
وبغير لطفك ما زكى عملُ
ندمي شفيعي إذ وقفتُ على
باب الجوادِّ وأدمعي رسلُ
أملي بظلّ العفو تشملني
أوَهل يخيبُ ببابك الأملُ؟
حاشا يخيب من أمل الرب الغفور الرحيم بصدق، رزق الله الأخت الكريمة إسمهان أبوتراب من بلد الحرمين الشريفين كل ما رجته وهي تناجي ربها بقصيدة (بوح الرجاء) التي قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (إن من الشعر لحكمة).. شكراً لكم وفي أمان الله.